الفصل السابع عشر ج1

1.8K 48 4
                                    

استلقت سارا على السرير تكتف ذراعيها وتنظر للسقف بضجر..

تحدثت أخيرا قائلة بحزم وخشونة وبانزعاج للنائم بجانبها يعطيها ظهره

((راجي.. لا تعطيني ظهرك بعد أن ننتهي.. لقد سكت عن هذا بما يكفي بكل مرة تفعلها))

مرت لحظات حتى فتح راجي عيناه الناعستان مقطبا حاجبيه وهو يستدير لها قائلا بصوت متلعثم وأجش من إثر النوم

((كيف؟ أن.. أنا لا اقصد.. اشعر فقط بعد أن ننتهي أن جسمي يميل ويشعر بالاسترخاء.. لا يجب عليك الغضب من ذلك.. أعني هذا دليل على استمتاعنا حبيبتي))

اشتعلت عينا سارا وهدرت بخفوت وهي تلتفت برأسها تنظر له

((لكن هناك فرق بين الاسترخاء وأن تعطي زوجتك ظهرك فور الانتهاء.. أنت تشعرني بانك لا تحبني بما فيه الكفاية ولا تهتم لي.. اظهر لي مدى حبك وامتنانك لي بشكل أفضل من هذا))

عاد راجي للالتصاق بها وحضنها كما امضيا الليلة كلها هكذا..

أمس كانت ليلة طويلة من تعليم سارا إياه رقص التانجو..

والتي أخبرته بأن تعلمها ورقصها سيحرره من الضغوط الشديدة التي يعيشها ويصفي ذهنه.. فقد كان بحاجة ماسة للراحة..

لا يزال يذكر أمس كيف ما إن بدءا الرقص معًا حتى ترجم التانجو ما كان يشعره تجاهها معه من كيمياء كاسحة بينهما..

قرب راجي شفتيه من كتفها العاري يلامسها برقة تذيب نعومتها وهو يداعبها بكلماته التي عرف كيف يتقنها ويرضيها بها..

وما لبثت حتى أصدرت ضحكتها المغناجة تسلب ذرات عقله ليهمس لها بوهج أنفاسه فوقه بشرتها

((لا تتصورين كم أتوق لأخبار عائلتي بأمر زواجنا يا سارا))

اتسعت عيناها بدهشة شاهقة لتقول

((هل أنت جاد؟ ظننتك ستخجل من الاعتراف أمامهم بزواجنا وخاصة أنه كان بهذه الطريقة؟))

كانت سارا تحدق به بهدوء عندما أجابها مستغربا من تفكيرها وظنها هذا

((بغض النظر عن أي تفاصيل أخرى.. ولكن ألم نتفق أن زواجنا سيكون أبدي وجدي؟ إذا علينا بوقت ما الاعتراف لهم.. ولا أجد أفضل من الإبكار بذلك))

وفكر راجي للحظة..

هل كان قرار العيش معها بهذه الطريقة كالمتزوجين حرفيا بدون إعلان الأمر لعائلته هو أمر هين؟

لأنه وللحقيقة يرى أن كل شيء يحدث بينهما يكون بلا تخطيط.. بل يحدث بشكل عفوي..

وكلما تمر أيام عليهما يشعر بازدياد تقاربهما وانسجامهما وارتياحهما النفسي لبعضهما..

وكأن كل منهما بحاجة الآخر بشكل عميق ليشعر بالسلام والطمأنينة..

فهو بالبداية كان لا ينام بشقتها إلا بالعطل الأسبوعية ويمضي معها بعض الوقت بالحديث ومشاهدة الأفلام أو حتى نشرة الأخبار..

علاقات متغيرة "مكتملة" Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt