علاقات متغيرة "مكتملة"

الفصل الثامن عشر ج1

في منزل سميحة الزوجي..

جلس مراد وسميحة متقابلان بعد مغادرة زوجها ياسر الذي جلس معه ورحب به لبعض الوقت..

لم يعرف مراد ما الذي جعله يرد على اتصال حماته وما الذي جعله يستجيب لطلب زيارته لها بهذا الإلحاح..

شعر مراد بأطرافه ترتعد ندما على ما فعله بجالا..

هل يمكن أن تكون قد قالت شيء لوالدتها بما أخبرها عن زواجه؟ وأن والدتها طلبته الآن لتحاسبه؟

هز مراد رأسه بنفي شديد يبعد هذه الأفكار الغير منطقية عنه وكأنه يلقي بها خارجه..

بالتأكيد جالا لم تتصل بها وإلا فليس من المعقول أن تلاقيه حماته بهذه البشاشة وترحب به اشد الترحيب منذ وصوله..

وهي التي كانت تقاطعه لأشهر طويلة ترفض حتى الرد عليه على الهاتف بكلمة..

مسح مراد عن وجهه حبيبات العرق التي كانت تدل على الخوف الذي يشعر به مما تريد سميحة الحديث عنه أمامه..

فهو قد يتحمل أي شيء إلا فقدان جالا..

ليس بعد ما عايشاه معا بحياتهما وبعد أن تزوجها وصارت ملكه وامتلكت روحه..

بينما تنحنحت سميحة وهي تنظر بلين وترحيب لمراد..

فهي تعرف أن ابنتها جالا لم تكن عنيدة وحسب..

بل وكانت منذ طفولتها تتعامل مع الصغار بعمرها بشراسة وعنف..

فكانت تحب ضربهم والعراك معهم وخاصة الصبيان بعد أن تلعب معهم..

وبحالة كان كارم غير متواجد بالقرية لسفر مع عائلته مثلا..

كان مراد هو من يتولى مسألة حل عراكها أحيانا وإبعاد من يحاول القصاص منها..

فكانت جالا تجعله يقع بالكثير من المشاكل بسببها..

وتعرف بأن مراد وبعد زواجه من جالا مظلوم معها جدا.. فلا بد أنه يطمع بأطفال.. ويرجو حياة طبيعية كأي رجل.. وهي تمنعه من ذلك..

لكن سميحة تعرف أيضا وتثق بحب مراد لابنتها ولا تريد إلا أن يعطيها المزيد من الفرص والوقت..

بدأت سميحة الحديث معه بلطف تستدعي اهتمامه لها

((ما أريد قوله لك يا مراد لا تعتبره تدخلاً مني في أمورك الخاصة أو لأعلمك كيف تدير حياتك.. ولكنه من منطلق النصح ومن منطلق المحبة والحرص عليك أنت وابنتي..))

رفع مراد نظره لها ليخطر على بالها موقف قديم سبق وحدث قبل سنوات عديدة..

بطفولة ابنتها جالا عندما وبإحدى المرات وبأيام الصيف شديدة الحرارة كانت تلعب وطوال فترة الظهيرة بالكرة..

حيث استمرت تلعب بها لوحدها خلف حديقة بيت والدها متوارية عن أنظارهم حتى لا يستطيع أحد رؤيتها حتى أصابتها ضربة شمس..