نائم بعمق، مستغرق بكابوس مخيف، حتى شعر بشيء ثقيل يسقط على معدتهذلك الشيء انقذه وأخرجه من كابوسه ، استيقظ وشهق بصوت عالً
قالت هيلدا بهدوء وهي تبدأ بالقيادة:
"صباح الخير"
اغمض عيناه وقال بجدية:
"انه المساء يا هيلدا"
"انت لا تفهم الدعابات ابداً"
نظرت اليه من مرآة السيارة، كان قد عاد للنوم والكتاب على معدته
قالت بهدوء:
"ألن تتفقد ألة التعذيب الجديدة؟"
مد يداه وهو مازال مغمض العينان، رفع الكتاب بكلا يداه ناحية وجهه
ثم فتح عيناه بكسل ، ثم قال بنبرة متعبة:
" ثلاجة فارغة، اهذه رواية؟"
قالت بهدوء:
"نعم، اظن أنك لا تمانع بالحصول على رواية آخرى لذلك الكاتب العجوز"
"هل يمكنني النهوض؟"
"نعم"
جلس بأعتدال وفتح الكتاب ليقرأ منه بضع صفحات
بينما هيلدا تختلس النظر اليه ، لا يبدو لها مشرداً ،فهو حُسن المظهر
بعد خمس دقائق ، اغلق الكتاب بينما هناك ابتسامة جانبية على وجهه
"إذاً عن ماذا يتحدث الكتاب؟"
نظر للنافذة وقال بهدوء:
"عن غريس الذي يعاني مشكلة في التعبير عن ابسط المشاعر ، وعن ثلاجته "
قالت بجدية:
"انا كُنت كذلك، لا استطيع التعبير بشكل مناسب"
"وماذا فعلتِ؟"
"الصمت، مراقبة الناس، الاصغاء ، التفكير بالشيء قبل قوله"
نظر للكتاب ثم قال بهدوء:
"وصلت لجزء يقرر فيه غريس ان يبقى صامتاً الى الأبد "
ضحكت هيلدا بصوت منخفض ثم قالت :
"حاولت ذلك ، فأنا لست بارعة بالرد حتى على سؤال كيف حالكِ"
"هو ايضاً يملك والدان متسلطان "
قالت هيلدا بهدوء:
"انا كُنت أملك عائلة رائعة ، يملك الجميع حرية التعبير فيها، وانت؟ يا..؟"
أجابها وهو ينظر ناحيتها ولا يرى سوى مؤخرة رأسها
"اسمي اليوم رينيه، و لم اكن اعاني من مشكلة التعبير لكن سمعت بها "
قالت بجدية :
"رينيه، اسم غريب"
نظر هو من نافذة السيارة وقال بهدوء:
"حسناً، هيلدا سيارة شرطة تتبعنا"
نظرت لمرآة السيارة الآخرى ثم قالت وهي تعود بعيناها على الطريق :
"مؤخراً هل فعلت شيء غير قانوني؟"
"بأستثناء نومي بسيارتك، لا لم أفعل"
قالت بجدية:
"إذاً دعك من هولاء الحمقى "
نظر لها وابتسم ثم قال وهو ينظر لسيارة الشرطة من النافذة:
"تكرهين الشرطة؟"
"كثيراً"
فتح رينيه الكتاب وتابع القراءة، وهيلدا تبتعد عن سيارة الشرطة وتأخذ منعطف آخر.
°•°•°•°•
"رينيه زيلويغر، ممثلة "