سلسلة وجود الله(٢)

215 21 7
                                    

"تنويه" الفيديو مهم و مختصر أرجو مشاهدته..
***************
بسم الله الرحمن الرحيم

((إن الملحد الرافض للاندهاش قانع بما يبديه السطح..فلا يسأل عن هذا
الكون : لم وجد؟ ولماذا أخذ هذا الشكل والترتيب ؟ ومن أين جاء التنظيم والتهذيب ؟ ولماذا التركيب والتأليف ؟ وإنما ينطلق من سؤال : إذا كان الله موجودا فلابد أن يكون الكون في منتهى الكمال المادي والقيميّ ؟ بلا نقص ولا ألم ، ولا غد، ولا هدف . . كل الكمالات قائمة في الإنسان وما حوله، وما على الإنسان إلأ أن يعُبَّ من النعيم عبّا؟ فما نُظِمَ الوجود لغير الإمتاع ،لا شيء وراء ذلك ولا بعده ! ومن هنا يأتي الخلل ، وتُورث الزلةُ زلاتٍ و أوهاماً))
براهين وجود الله لسامي العامري.
***********
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

علي التنويه لأمر مهم...لقد وردنا اعتراض على المنهج الذي نتبعه في سيرنا للتحقيق في وجود الذات الإلهية..لذا و ليأخذ هذا الكتاب أكبر قدر من الفائدة..فإنني بإذن الله خصصت بارتاً منفرداً للرد على هذا الاعتراض أو أي اعتراض يمكن أن يُوجد..و لن نناقش في التعليقات لكي لا يُشتت الموضوع و نقطع السير..و لن نتجاهلها..فمن كان لديه أية تساؤل أو اعتراض أو استفهام فليكتبه في التعليقات أو الخاص و سنجيب بما استطعنا بإذن الله.
***

(برهان بطلان التسلسل) :

-نكمل في الإجابة:
إنك تعني إذاً أن هذا العالم مستمر بحكم التوالد الذاتي(يصنع نفسه من نفسه) الذي لا أول له..و هذا الفرض يستلزم إمكان التسلسل..و قد علم العقلاء كلهم بحكم البداهة أن التسلسل محال..فيتبيّن بذلك استحالة الفرضية التي أدت إليه..
و معنى التسلسل : فرض أن المخلوقات كلها متوالدة عن بعضها البعض إلى ما لا نهاية..بحيث يكون كل واحد منها معلولاً بما قبله(الذي قبله سبب لوجوده) و علة لما بعده(هو سبب وجود ما بعده) دون أن تنبع هذه السلسلة أخيراً من علة واجبة الوجود هي التي تضفي التأثير المتوالد على سائر تلك الحلقات..أي دون وجود مسبب أول لم يسببه أحد..بداية ليس قبلها شيء.
فهذا الفرض باطل بحكم العقل باستحالته بالضرورة(يخالف الضوروات العقلية)..إذ إن سلسلة المخلوقات الممكنة(ممكنة الوجود) مهما طالت و طالت..فإن استمرار طولها لا يخرجها على كل حال عن كونها ممكنة(ممكنة الوجود)..و الممكنات لا بد لرجحان أحد طرفي الإمكان فيها من مُرجح كما قلنا..فهذه السلسلة الطويلة التي تقول إنها ماضية في غور سحيق(أزلية).. مكونة من حلقات كل منها لم يكن ليوجد لولا أن الحلقة السابقة عليها أعطتها الحياة و الوجود..و تلك التي أعطتها الحياة كذلك..إذاً فحلقات السلسلة كلها لا تأثير ذاتي في واحدة منها مهما طالت..و إذا فلكي نصدق أنها موجودة لابد أن ننتظر ظهور المؤثر الخارجي الذي أمد السلسلة بالحياة التي راحت بدورها تنتقل من حلقة إلى حلقة..و إلا كان لابد من الجزم بأحد أمرين:
١-إما أن هذه السلسة مفقودة..إذ لم يثبت وجود ذلك الذي قذف فيها الحياة..
٢-و إما أنها موجودة ولكنها تنبع أخيرا من ذات واجبة الوجود تؤثر فيها و لا تتأثر هي بشيء..فأما الأمر الأول فظاهر البطلان..لأن الحس و المشاهدة يكذبانه..و العالم موجود و توالد العلل شيء مرئي و محسوس(أي أن السلسلة و هي الكون موجودة)
بقي الأمر الثاني.. و هو تيقن أن لا بد له(للكون و مخلوقاته) من مصدر ذاتي وهبه الحياة و القدرة على الحركة و التطور و التوالد(الله) ..فبطل التسلسل المذكور.

الإسلام يتحدّىWhere stories live. Discover now