١

397K 5.9K 396
                                    

الفصل الاول .

‏جلس بمكتبه ينتظر دخولها وبداخله خليط من المشاعر يتراوح مابين القلب الذي يعشق ، التوتر الذى ينهش قبله بدون رحمه خوفًا من رد فعلها الذى  يريد اخبارها به ،حاول بأسعاف عقله لعله يخراجه من ذلك المأزق الذى وضع فيه .... تلك المصيبه التى أخبره به صديقه منذ اسبوعين
( فلاش باك )
_انت بتقول ايه يا سمير، ايه بس اللي فكرها بيها بعد العمر ده.
ابتسم سمير بتهكم : هي امتى نسيتها يا رأفت هي منستهاش ولا لحظة، ودايما عندها الامل انها تكون موجودة، وبعدين الحق عليا ان عرفت من محمود وجيت قولتلك.
زفر بضيق قائلًا : يادي النيلة انا معرفش نهلة عاوزه ايه منها، ماهي عندها عيالها وامها وحياتها، بدور عليها تاني ليه!.
سمير باستنكار : على فكرة هي مبدورش على حد غريب، هي بدور على بنت اختها!..
رمقه رأفت بغضب قائلًا : اختها من الام !!.
رفع حاجبه استهجانً من حديث صديقه : وانت ايه ؟ ما انت اخو ابوها في الرضاعة وابن عمه، يعني مين احق بتربيتها، تبقى نهلة خالتها، بص يا رأفت انا بساعدك علشان انا عارف اللي حصل زمان، وكمان عارف من جواك انك بتتمنى ندى وعاوزها، انا ساعدتك رغم ان محمود صاحبي وهايزعل لو عرف حاجة زي دي، تاني حاجة مينفعش البنت بعد العمر ده كله تعرف ان ليها خالة وعيله وانت بعدتها عنهم، هاتتوجع منك وهاتكرهك.

جلس رأفت ثم وضع كلتا يداه فوق رأسه هاتفًا بحزن: طب اعمل يا سمير، انا ماسك قضية كبيرة، مينفعش اسيبها واطلب نقلي، وهي كمان امتحاناتها قربت هاتنقل ازاي ؟ كان يوم اسود لما جيت من إسكندرية على هنا!.

جلس سمير امامه ثم قال : بص بقى انا فكرت في حاجة مجنونة، متسالنيش ازاي جت على دماغي اصلًا، بس اهي جت وخلاص بس صدقني لو اتنفذت صح، نهلة متقدرش توصلها وهي كده كده فترة وترجع تهدى تكون انت خلصت القضية على خير وتطلب طلب نقل لاي مكان...
رفع رأفت وجهه والتمعت عيناه ببريق الامل : بسرعة قولي .

صمت سمير لبرهه خوفًا من رد فعل صديقه ثم تشجع قائلًا  : تجوزها لمالك ..
نهض رأفت وهو يرمقه بصدمه قائلًا  : نعم!!، مالك ؟ مش لاقي الا مالك ؟ انت اتجننت يا سمير، انت تقصد مالك الفيومي.
.......
بمكان أخر بـ  ( وسط البلد ) وتحديداً بجريده الحريه، كانت تعمل تلك الجميله بهمه ونشاط وتنتقل بين المكاتب بسرعه تضع المشروبات ولم تخلو ابتسامتها الهادئه من على وجهها.. التفت على صوت رئيسها في العمل يناديها..
_ خديجه!!..
تقدمت منه باستيحاء قائله بنبره منخفضه : نعم يا ريس!.
أشار لها جلال بالدخول الى مكتبه، فاطاعته ودلفت خلفه، جلس هو بمقعده ثم جذب احد اقلامه يحركه ببط وهو يقول بهدوء : والدك جه امبارح بعد ما مشيتي وطلب مني ان ارفدك.
اتسعت عيناه ثم اشارت على نفسها قائله بعدم تصديق : ابويا انا يافندم.
هز رأسه بايجاب ثم هتف : اه مش هو امين شرطه !!.
ارجعت تلك الخصله المتمرده خلف اذنها ثم قالت بتوتر : وهو بيطلب كده ياعني علشان...
أشار لها جلال بالصمت ليتحدث هو : انا استغربت من طلبه، بس حقيقي فاجاني باسبابه، انه عاوزك تلجأي له وميكونش ليكي مصدر رزق تاني غيره، هو قال كلام كتير مش فاهم منه غير انك هاتجيبله العار!!، حاولت افهمه انك مكافحه ومحترمه بس هو كان مُصر على طلبه.
هتفت بتلعثم : طب وقرار حضرتك ايه!.
أرسل اليها ابتسامه صافيه ثم قال : رفضت طبعا، انتي مغلطتيش في حاجه علشان ارفدك، حبيبت اعرفك بس علشان تبقي عارفه هو بيعمل ايه من وراكي !.
رسمت ابتسامه صغيره على محياها ثم هزت رأسها متفهمه، فاشار  لها لكي تغادر، وبالفعل غادرت بسرعه متوجهه للمرحاض، تفرغ به شحنتها من البكاء من افعال والدها، الم يكفيه ما عاشته من قسوه قلبه، ماذا يريد؟!، يريد قتلها بقسوته وعنفه وجفاء قلبه!!!، استمرت في البكاء على حالها وما حدث لها وما سيحدث لها على يد والدها، قطع بكائها رنين هاتفها فاخرجته بسرعه، مسحت دموعها حتى يتمكن لها من رؤيه المتصل، فتبين لها انها مشرفه ايلين، اجابت على الفور وبلهفه...
_ ايوا يا مدام ماجده، خير، ايلين كويسه!..
جائها صوت المشرفه وهو يقول بهدوء يتخلله توتر: الحقيقه ان ايلين وقعت في الجاردن ورجليها اتعورت فعاوزينك تيجي تاخديها!!.
وضعت يديها على قلبها ثم قالت بصوت خائف : فيها حاجه، طمنيني عليها.
_ كويسه والله، بس بسرعه علشان هي مش مبطله عياط وعاوزكي.
اجابت بسرعه : حاضر ثواني واكون عندك..
ابدلت ثيابها سريعًا، ثم ركضت صوب باب الخروج فاوقفها صوت المدير مره ثانيه ..
_ خديجه رايحه فين؟!.
عادت له وهى تتحدث سريعا: ايلين بنتي وقعت في المدرسه والمشرفه كلموني وعاوزني بس..
لم تكمل حديثها، بسببب ما أحست به، نعم!!، نظرات قويه مصوبه اتجاهها تخترق قلبها وعقلها معا، تلك الرائحه تعرفها جيدًا، ذلك الاحسااس تعرفه مذاقه، حركت رأسها  ببطء، فاتسعت عيناها وتورد وجهها وخفق قلبها وشل عقلها عن التفكير، نعم انه هو!، عمار، حبيبها وابن خالتها وخطيبها السابق قبل ان يصدر والدها حكما بزواجها من رجل أخر..
هتفت بهمس غير مصدقه : عمار!.
لم يلقي عليها التحيه ولم يصدر عنه اي رد فعل يشير على تفاجئه بها مثلما تفاجئت هى به بعد غياب دام لثلاث أعوام..
فالتفت لجلال قائلًا بنبره قويه : خديجه تبقى بنت خالتي..
تفاجأ جلال فقال مازحًا : بجد ياعني هاتبقي قريبه المالك الجديد للجريده.
نظرت له سريعًا تستشف مدى صدق حديث رئيسها في العمل فوجدت في عيناه نظرات الكبر والتحدِ، وضعت يديها على خصلاتها المتمرده وارجعتها للخلف كعادتها عندما تتوتر، فقالت : طيب ممكن ياريس اروح اشوف بنتي ايلين..
فاشار لها جلال وهو يقول بجديه : عمار هو االمسؤول عن الحضور والانصراف والامور الماليه وحاجات كتيره، تقدري تستأذني منه، عن اذنكو..
وضعت يديها على عقلها تحاول استيعاب حديث رئيسها، منذ متى وعاد عمار الى مصر، الم يعمل مهندسًا في احدى دول الخليج، ما شأنه بالصحافه والجريده، ماشأنه بالحضور والانصراف..وجدت نفسها امامه مباشره وهو يقف ينتظرها، فخرج صوتها مهزوزًا : ممكن ياعمار..
قاطعها هو بفظاظه غير معهوده منه من قبل : لا مش ممكن، ومسميش عمار، ومحدش يعرف انك بنت خالتي، واتفضلي على شغلك..
التفت لكي يغادر فجذبته من مرفقه بعفويه وهي تقول : عمار، ايلين وقعت واتعو...
نفض يديها بعنف ثم قال وهو يجز على اسنانه : تاني بتقولي عمار، في فرق في المقامات، في الحياه وفي الشغل فاسمي عمار بيه، او بشمهندس عمار زي ما تنادوا رئيسكوا هنا، وبعدين قولت لأ.
انسابت الدموع من عينها وهي تقول : البنت متعوره، انا هاروحلها، ولو عاوز ترفدني ارفدني!!.
تحركت بسرعه صوب الباب، وقبل ان تخطو خطوه للخارج التفت ونظرت اليه، فقابلت شرارات من الغضب، تجاهلتها وهى تعبر الباب الزجاجي..
اما هو فهز رأسه عده مرات يحاول تهدئه نفسه من فعلتها وتخطيها لامره بسهوله، نظر حوله وجد فتاه تنظر له بهيام وحالميه شديده، ارتفع احد حاجبيه وهو يضع يداه في جيبه وينظر لها بثقه متقدمًا منها ويلوح بذهنه خطه شيطانيه لكي يروض تلك المتمرده...
........
باحد نوادي الرياضيه ( الجيم )...

قلوب مقيدة بالعشقKde žijí příběhy. Začni objevovat