٣١

101K 3.9K 163
                                    

رمقته والدته بغيظ شديد، ثم حولت بصرها للاتجاه الاخر وهى تحرك فمها يمنيًا ويسارًا اعتراضًا على خيبه أبنها..
هتف سراج بحنق : على فكرة بقى انا مربوط المفروض  متبصليش كده.
التوى فمها بسخرية قائلة : على خيبتك يا موكوس..
استمر حنقة من والدته ومن كل شئ، ذلك الوقح المكار اتقن التمثيل علية وأقنعه بإنسحابة من حياة يارا وهو صدق بكل بلاهه، الان هو مكبل الايدي في غرفة في أحد الاحياء النائية ورجلان ذو اجسام ضخمه يقفان خارج الغرفة تنفيذًا لاوامر ذلك الماكر، أغلق عيناه وهو يتخيلة بجانبها بفستانها الابيض، متذكرًا حديثة له..

_ بس كده يا فارس باشا نربط الحجة كمان..
هز رأسة نافيًا وهو ينظر في ساعته : لأ الحجة زي أمي بردوا.
هتف سراج بغضب : ولما هى زي أمك تعمل فينا كده، تخطفنا وتربطني ومتخلنيش اروح فرحي..
ابتعد سعد عنه وهو يقف بجانب فارس مشيرًا علية : اقطم ياض، كلم فارس باشا باسلوب أحسن من كده، ده باشا البشوات كلهم.
ربت فارس على كتف سعد قائلًا : متشكر يا سعد...
ثم وجه حديثه لسراج قائلًا باستفزاز : انهى فرح ده بقى، انت شايل ايدك من كل حاجه وسايبلي كل حاجة اتصرف..
حرك سراج رأسه موافقًا على حديثة بعصبيه شديدة : ايوه لان صدقتك وضحكت عليا..
نظر فارس لسعد قائلًا : واحد اشترى شبكه وحجز قاعه، اشترى الفستان وعمل كل حاجه يبقى مين العريس..
أشار عليه سعد قائلًا : انت.
ابتسم فارس له ثم وجه حديثه لسراج وهو يقترب منه، حتى وصل اليه وانحنى بجذعه العالي قائلًا بنبرة مستفزة : انت أهبل ازاي تصدق لو للحظه ان انا ممكن اسبهالك يا عبيط، يارا دي ملكي، انا سايبها بمزاجي تتخطبلك تعمل اللي تعمله بس هى ملكي، يمكن انت مش مستوعب اللي بينا، او مش مستوعب اللي انا بعمله لانك محبتش، انت عامل زي العيل الصغير اللي شاف لعبه حلوة وعاوز ياخدها، بس صاحبها جه واداله على دماغه علشان يتعلم الادب وميفكرش بس انه يقرب منها، وانهارده يا عبيط يارا هتبقى مراتي..المحك بس وانت بتقرب منها وربي وما اعبد هقتلك وهقطع راسك اخليها عبرة لاي حد يفكر يبصلها..
أمسكه من ياقه قميصه قائلًا بغضب جامح : فاهم ولا مش فاهم..
هتفت والدته وهى تبتلع ريقها بخوف على ابنها : فاهم يا ابني، والله فاهم، خلاص فكه وانا هاخده وامشي ومش هنروح الفرح ولا اي نيلة هى جوازه شؤوم.
ابتسم فارس قائلًا ببرود : صح يا حجه، صح...
عاد من ذكرياته على حديثها الموبخ له : شورتك مهببه على دماغك يا حمار، رايح تحب واحدة واحد مجنون بيحبها..
هتف سراج من بين اسنانه متوعدًا : والله ما هاسيبه واروح ابلغ عنه..
هتفت والدته بتحذير : واد يا سراج اتلم أصل والله ابلغ عنك انت، الواد ده نابة أزرق ومجنون ابعد عنه خاف منه، وبعدين هى كانت الكونتسه يعني، نطلع بس من هنا واجوزك أحسن منها.
هتف متذمرًا : بس أنا عاوز ياراا، ومش هتنازل عنها .
نهضت والدته توبخه بعصبية : اتنيل على عينك وعين أهلك، انت ناسي انه هددك انه هيحكي لاعمامك وهما طبعًا ما يصدقوا وهياكلو حقك، سراج انت ولا ابني ولا اعرفك لو فكرت في البت دي تاني، لغايه موضوع الورث واعمامك وانا اللي هقف في وشك.
..............
حك فكه بعدما لكمه مالك في وجهه بعدما قص عليه ما فعله، وقف أمامهم يطالعهم بقوة وكأنه ليس مذنب..اما مالك فـ كان يجلس على أحد الكراسي يضع وجهه بين يديه يحاول ايجاد حل للخروج من هذا المأذق، تجنبت ماجي النظر لفارس وبقيا نظرها معلقًا بيارا التى تسمر وجهها وبصرها نحوه تنظر له غير مصدقة..انزوى عمرو وليله بأحد جوانب الغرفه خائفين من ردة فعل مالك..احتارت ندى الوقوف بجانب يارا المصدومة او زوجها الغاضب..جلست مريم بجانب شريف تتابع وجوههم بصمت..ساد الصمت بطريقة مخيفة في المكان..حتى قرر أحمد قطعه ..
_ طيب وبعدين والناس اللي تحت ظروفهم ايه..
أجابة فارس ببرود : ننزل للناس ونعمل الفرح..
تحدثت شهيرة بضيق : يابني اللي في مكانك المفروض يسكت وميتكلمش.
رفع فارس أحد حاجبية قائلًا بإستنكار : وليه بقى ان شاء الله عملت ايه غلط.
وقفت يارا أمامه قائلة بغضب : يعني انت تخطف خطيبي وتبوظ فرحي ومش عارف عملت ايه..
_ مش هرد عليكي، علشان مزعلكيش..
اندفع مالك نحوه في لحظه فوقف أمامه شريف وندى : انا اللي هازعلك بجد..
تحدث شريف وحاول تهدئه الوضع : خلاص يا مالك، مالوش لزمه الكلام ده، اللي حصل حصل، ودلوقتي الفضيحة اللي بجد لو العريس اللي هو فارس منزلش، دعوات الفرح باسمه وكل حاجه باسمه خلاص بقى ينزلوا ويتجوزوا مفيهاش كلام دي.
دبدبت يارا بقدمها أرضًا بغيظ : يعني ايه يا عمو اللي انت بتقولة ده..
وقف احمد قائلًا بهدوء يتخلله ضيق : اللي بيقوله شريف صح، ماجي اقنعي بنتك انها تمم الجوازة الفضيحة اللي بجد هتحصل لو منزلوش.
نفض مالك يده من يد شريف بغضب ثم اتجه نحو فارس يجذبه للخارج قائلًا بصرامة : محدش يجي ورانا.
وفور خورجهم التفت فارس له يرمقه بغضب : انت مش صاحب جدع، عاوز تضربني انا بدل ما تضرب اختك وتديها قلمين يظبوطها ايه يا مالك كنت عاوز تجوزها لسراج بجد.
ضربه مالك بقبضه يدة في صدره ليقول : انا مش جدع، دلوقتي مبقتش جدع، انت اللي مش قادر تفهم ان صحوبيتنا حاجه واختى حاجه تانيه، وانا متعودتش أغصب على اختى حاجه هى مش عاوزاها وبدام كانت عاوزة سراج تتجوزه وتتحمل اي حاجه بدام ده قرارها..
أبعد فارس يده بغضب قائلًا : خلاص خلعت ايدك مالكش دعوة بقى، سراج مبقاش موجود بح، وانا اهو والفرح معمول على اسمي يبقى تتجوزني انا .
شدد مالك على خصلات شعره بحنق : وكأنك ادتني حل تاني، ماهو مفيش قدامي حل الا ده، بص يا فارس هاتتجوز يارا، وبعد الفرح هاتروح معايا لغايه ما تهدا وتتقبلك ماشي!.
رفع فارس حاجبية مستنكرًا حديث مالك ولكن بعد دقيقه من التفكير قال : موافق.
نفخ مالك بضيق وقال : وحقيقي هفرح فيك لما سراج يبلغ عنك وتتسجن وانا بقى مش هطلعك منها..
هز فارس كتفيه بلامبالاه : براحتك، هيقولوا ايه بقى شوف صاحب مالك باشا أهو مسجون شوفوا هيقولوا عليك أيه.
انفتح الباب بقوة وظهرت يارا بوجهها الباكي : مالك انت موافق على اللي هما بيقولوه جوه..
اؤمى مالك وكاد ان يتحدث بهدوء، حتى صرخت باكية مشيرة على فارس : شوف بيلعب حواجبه ازاي...والله ما هاتجوزه أبدًا ولو على جثتي..
..............
حاوطها فارس بيدة ورسم ابتسامه رائعه على وجهه وهو يطالع وجوه الناس : اضحكي انتي في عزا.
هتفت من بين أسنانها بغيظ : ابعد ايدك عني..
ضغط بقوة على جسدها قائلًا : عيب تكلمي جوزك كده عيب..
اغلقت عيناها بغضب منه ومن عائلتها ومن كل شئ، خطط هذا الخبيث لكل شئ ولم يشك به أحد حتى هى، وعدها قديمًا بأن ستكون على اسمه والان هو ينفذ وعده وهى اصبحت ملكه، لاشك انها هدأت قليلًا عندما أخبرها مالك انها ستعود معهم الى منزلها..فتحت عيناها وتابعت رقصه مع اخواتها الاغبياء الذي شاركون تخطيطه القذر، انقلب الفرح في لحظات وأصبح حاله من الهرج الكل يرقص وتوالت فقرات الفرح وهى كما هى تجلس تتابع بعيون غاضبة..حتى والدتها مبتسمه تتلقى تهاني اقاربها واصحابها ونسيت فعلته..شهقت بصدمه عندما وجدت ليله تجذبها لتشاركهم الرقص
_ اوعي يا ليلة يا غبية...
وقفت ليله وتحدثت بصوت عالي بسبب ارتفاع الموسيقى : ده انتي اللي تبقي غبيه لو عديتي فرحك كده، افرحي يا يارا اللحظات دي مبتكررش تاني، وبعدين في حد يبقى معموله فرح بالجمال ده وميفرحش..
احتضنتها ندى من الخلف قائلة برقتها التى لم تتخلى عنها رغم مصائبها : كلام ليله صح..افرحي وبعدها نكدي عليه بعدين.
نظرت لهم بحيرة وفي لحظات تجمع حولها اصدقاء ليله وبعض اصدقائها التى لم تدعوهم من الاساس، رمقت ليلة بعدم فهم فقالت بسعادة : انا اللي عزمتهم..
تلقت التهاني منهم وبدؤا في تحريكها للرقص معهم، تحركت معاهم في بادئ الامر كالعروس الخشب التي يحركونها كيفيما يشاؤا وبعدها بدأت تستمع بتلك اللحظات التى لن تتكرر مرة أخرى، عاقها فستانها كثيرًا رفعته متذمرة منه..تفاجئت عندما وجدته يحتضنها من الخلف هامسًا في أذنها : اختارته كده علشان عارف انك كنتي هتنطلقي في الرقص..
حاولت ابعاده بعدما شعرت بالخجل من نظراتهم فقال هو مشاكسًا كعادته: صحابك هيكلوني بعينهم، لو سبتك هقف في النص وهرقص معاهم، انتي حرة.
لم يفشل دومًا في رسم ابتسامه صافية على ثغرها، التقطها المصور زافرًا متمتمًا بحنق : أخيرًا ضحكتي..

قلوب مقيدة بالعشقWhere stories live. Discover now