الفصل الأول

16.8K 731 735
                                    

سؤال اليوم: متى بدأت قراءة القصة؟


♡ قراءة ممتعة ♡

أهرب!

أسرع! لا تدعهم يمسكون بك!

ينبض قلبي بقوة وأسمع صخبه بأذناي، كدق الطبول. و دمائي تندفع عبر عروقي بشراسة بينما أعدو عبر الأشجار بأنفاس متخبطة. زفيري يخرج كسحاب حريري آخذاً بالإبحار عبر برودة الليلة الخريفية. و الأمطار تنهمر فوق رأسي كطلقات من الثلج ملابسي غارقة و ملتصقة بجسدي. مما جعل الجري أكثر صعوبة فوق الحشائش المبتلة.

أستطيع سماع صوت صفارات الإنذار خلفي.

أخذت الأصوات تصرخ و تنوح، و نباح الكلاب ليس ببعيد خلفي. و رأيت ضوء مصباح قوي يسطع عبر الأشجار النحيلة لتبدو كأنها هياكل عظمية من حولي.

الدموع تحرق عيناي، بينما أجري بأقصى قدرتي و بأقصى سرعتي، ذراعاي تندفعان بجانبي.

لا أستطيع التوقف. لن أسمح لهم بالقبض عليّ.

ليس بعد كل ما فعلت، لا! لن أسمح لهذا بالحدوث. لم أرتكب كل ما فعلت فقط ليتم الإمساك بي و سجني مجدداً. سيرموني بالسجن مع أشخاص مثله تماماً.

لا! لا أقدر!

لن أفعل.

أرفض هذا.

هذه الفكرة أرسلت ليس فقط قشعريرة عبر جسدي بل زودت عزيمتي و طاقة ساقاي للجري أكثر. قفزت فوق الأشجار الساقطة و إنحنيت أسفل الأغصان. و إلتفتت حول أحد الأشجار التي كدت أصطدم بها بسبب الظلام الحالك. يداي تتحسس ملمس جزعها الخشن. و هنا إرتفع صخب الرياح و الأمطار بأذناي ليندمج مع صفارات الإنذار و نباح الكلاب. الذي إقترب أكثر و أكثر. معزوفة مرعبة تدوي بالهواء.

لا!

إبتعدوا عني!

إتركوني!

تحول تنفسي لشهقات حادة و رئتاى بدأتا بالإختناق. ساقاي تضعفان و ذراعي بدأا يتفشى بهم الألم و الإرهاق. وخليط من الدموع المالحة و الأمطار الباردة على وجهي. تمكنت من إدخال نفس عميق لرئتاي قبل أن تندفع قدمي بالأرض.

لكن لم أجد أرضاً.

إتسعت عيناي. تمكنت من صرخة حادة قبل أن أنزلق عبر الطين الكثيف. فقدت توازني و وجدت نفسي أرتطم للأمام بمنحدر منزلق من الطين برأسي. صرخت. أكشط أظافري عبر الجانب الطيني الملئ بالأوراق. لكن سرعتي كانت تزداد و تمكنت من عدة التفافات قبل السقوط على ما شابه جذر شجرة لكنه إنكسر لأتدحرج على جانبي بقية الطريق للأسفل.

إنفيريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن