الفصل الثاني

11.3K 610 1.1K
                                    

سؤال اليوم: أيهما تفضل؛ ان تكون لك القدرة على تحريك الأشياء من بعد أو قراءة الأفكار ؟

♡قراءة ممتعة♡

إستيقظت لصوت طرقات عنيفة ضد زجاج.

لوهلة بقيت هناك بإرتباك وعيناي مغلقة سامحاً لعقلي بإدراك ما يحدث حولي. الطرقات العنيفة أدركت إنها صوت الأمطار فوق زجاج النافذة. رائحة الأمطار و رائحة توابل ثمينة و شئ دافئ غمر حواسي، كالخبز. بالحديث عن الدفء ، شعرت بدفء و راحة غريبين لدرجة أنني رفضت فتح عيناي من فرط إستمتعاي بالشعور. لكن الشعور لم يكن مألوفاً بالنسبة لي مما أرغم عيناي لتنفتح و تحدق بالرسومات الدينية المحفورة بالسقف الذهبي.

تجمدت أتمعن النظر بها. و بعد فحص أدق، لم تكن رسومات دينية على الإطلاق.وعلى أقصى تخمين أقول إنها بدت رسوم من ميثولوجيا قديمة.

ألتفت قليلاً، ينشغل إنتباهي بالتفاصيل بالسقف إلى الأغطية الحريرية الناعمة التي إنزلقت من فوق جسدي العاري. لحاف سميك دافئ مستقر فوقها.ووجدت إنني محاط بوسائد عديدة من كل ناحية. والأمر بدى و كأنني كنت أغوص بسحابة صيفية كثيفة، عضضت شفتاي بلذة عن كل ما كنت أشعر به.

حضنت ذاتي أسفل الأغطية، أستعد للعودة لراحتي السابقة، حين هاجمتني ذكريات أحداث اليوم الماضي بقوة. لتنفتح عيناي بإتساع.

السكين. تذكرت السكين التى دُفنت بصدره. و مزقت لحمه لتحرر الأعضاء الباطنة بالداخل. غمرني الغثيان قبل أن أتكور و أقع لأصطدم بالأرض. و الهيستيريا بصوتها حين صرخت عبر أرجاء المنزل ملأ أذناي.

تذكرت الظلام الذي تبعني إلى خارج المنزل بينما جريت. متجاهلاً حرارة اللهيب الذي نهش بالمنزل. و الذي حاول الإمساك بي لولا تدخل الأمطار المنهمرة بالخارج. تذكرت الجري. الهروب لأنجو بحياتي حين سمعت صوت الصفارات التي دوت من خلفي و أخذت تقترب.تذكرت محاولتي للفرار عبر الغابة و المنحدر...حين وقعت من المنحدر إلى الوحل.

الطين الغريب، الذي ظل يبتلعني. الذي قارب القطران بكثافته و الذي ظل يبتلعني حتى إرتطمت بشيء ما أسفله. ما كان هذا؟ ذلك السطح...هذين الرجلين ... النباتات ..

مهلاً.

ليسوا رجلين.

قفزت من السرير، الهلع يرتفع بصدري ويضيقه. نظرت بالغرفة من حولي. لوهلة معجب بتصميمها الراقي. الستائر مخملية باللون الأسود تغطي باب واسع يؤدي إلى شرفة من الرخام بالخارج. زوجان من الأبواب أدت إلى خزانة ملابس ممتلئة بجميع أنواع و أنماط الملابس. باب يؤدي إلى حمام واسع ليذكرني بإحدى الأجنحة الخاصة بالفنادق التي وجدت صورها بالمجلات.

إنفيريWhere stories live. Discover now