* البداية *

11.8K 351 187
                                    


باطراف احدى المدن حيث اصطفت المنازل جانب بعضها البعض و مقابلة لأخرى على الطرف الثاني لتشكل طرقا مختلفة

عند حلول إحدى الليالي الصيفية الصافية يجلس ~بهاء~ صاحب الثلاثة عشرة سنة و ثمانية اشهر بالضبط ساهرا كالعادة على سطح منزله

قد سحرت تلك النجوم المتناثرة بالسماء كلؤلؤ براق حول الهلال المنير عيونه الزرقاء التي خطفت زرقة السماء بصفائها، محدقا بلوحة فنية من ابداع الطبيعة

كان هذا زاهرة القصة لكن من وجهة نظره فظلمة السماء لم تكن هناك وحسب بل غمرت كل ما في نفسه يجلس وسط الفراغ وحيدا حيث لن ترى انسدال شعره البني على بشرته النقية

البرد عازم على قتله هناك لولا نورٍ خافتِ لا يعرف مصدره ما عاش يوما اخر فردد ما اعتاده بقوة داخله

"سأكمل صمتي منتظراً عودتك .. نعم ستعود مجددا"

تلك النجوم الفاتنة كانت راحته الوحيدة، راحته من تغيرات البشر وافعالهم ، كلماتهم، معانيها، أدق التّفاصيل، حتى ابتسامة غبية قد تُرسم على وجوههم من أجل إخفاء حقيقتهم

كل ما استنتجه ان لاشيء صادق في علاقاتهم أشياء ليست بتلك الاهمية عندهم اشياء قد تتغير بلمح البصر عكس سمائه فمهما تغير موقعه سيراها مجددا

في هذه الاثناء ودون سابق انذار يخرق شهاب مضيء ظلمة الليل الحالكة !

سمع بهاء صوت صراخ مفاجئ ، وقف ملتفتا للمنزل المجاور المتشكل من طابقين الذي علوّه بمستوى منزله حيث كان يقف فتى يبدو بعمره

لم يهتم للشهاب ولا ما يحدث حوله ورغم انه يحدق بذلك الفتى الا انه كان يتخيل له ملامحا أخرى كان يرى وجها آخر

وجها مبتسما اضاء ظلمته، عيون بنية تناسقت مع شعره لبشرة سمراء فاتحة، اتسعت عيناه بدهشة ليحدثه في نفسه متسائلا

"ألست اكبر مني بثمان سنوات؟ لم تبدو بعمري ؟ مع ذلك مازالت تعابيرك لطيفة جدا كالعادة لكن انت تبتسم بصمت من الذي يصرخ !؟"

اراد ان يفهم لكن سرعان ما تجاهل كل شيء من اجل تلك اللحظة حيث ابتسم ببراءة طفل رضيع لكن ذلك الطفل حذر مما يحدث فاكمل حديثه

"اعرف أنك ستختفي مجددا الجميع قال انك مجرد وهم لكن اريدك ان تبقى ! نعم لم اعتد غيابك بعد ارجوك ابقَ !"

كانت بضعة ثوان حتى اختفى الشهاب واختفى ذلك الوهم ايضا كما توقع به

عادت الملامح الباردة اللامبالية لتجد مكانا في وجهه طاردة تلك الابتسامة ليزداد الضلام سوادا بنفسه لكن صوت الصراخ لم ينتهِ وقد بدأ يزعجه

تمعن بالمنزل المجاور ليلاحظ اخيرا فتى بعمره تقريبا لم يستطيع تمييزه ملامحه

إقترب لحافة منزله حيث يفصل بينهما فراغ بسيط بزخارف من حديد كالسياج وقال له بصوت هادئ محاولا التعبير عن انزعاجه : اصمت سيستيقظ الجميع وأُجبر على النزول !

لستَ وحيدًا 1_ {منتهية}Where stories live. Discover now