المقدمة

911 13 0
                                    


أرسلت أشعة شمس الشتاء ألوانا رائعة براقة عندما انعكست على شعرسابرينا أوزال أوغلو الأسود المائل للأحمرار حيث تتخلله خصلات حمراء تكسبه هذا اللون الفريد, تحركت بسرعة فاهتز بتأرجح شعرها القصير الذي لا يكاد يلامس كتفيها فقد كانت تقصه بانتظام حتى يصبح عمليا أكثر قرأت كثيرا عن الروايات العاطفية, كان جمالها هادئا لم تكن من النساء الشقراوات ذوات العيون الزرقاء كما يفضل الجميع بل كان لون عينيها الخضراوين يتناقض مع شعرها الداكن ورثتها عن والدتها كليرا التي ما إن ولدتها أراد أبيها أوزال التركي العاشق أن يهدي زوجته اسما تعشقه ليطلقه على صغيرتهما الوحيدة, فقد كانت تعشق الأفلام الرومانسية وقد دأبت على متابعة فيلم قد شاهدته أكثر من مائتي مرة وهو يردد لها لقد أسميت طفلتنا سابرينا حتى تكفين عن مشاهدة ذلك الفيلم, هنا همست أمها بدلال: إن عشقي لذلك الفيلم هو امتداد لعشقي لك أوزال... فهو يقص قصة عشقنا وكيف عشق الشاب الثري ابنة سائقه ولكن الفرق أنك تركت كل أموال العائلة من أجلى... جعلتني أعلو درجات على البطلة فلم ترفضها عائلة البطل ولم يجرب وضع الاختيار!!!

وكيف أجابها زوجها الهائم في حبها: لو كنت أملك نصف الأرض كنت تركتها من أجلكِ كليرا!!!

قصة دأبت خالتها ديفلين على سردها بلا داعي أو كلما سألتها عن هوية والدها وعائلته وأين هم, وخاصة كلما ضاقت عليهما ماديات الحياة بثقلها وهرواتها الغليظة المتمثلة بالجوع والتشرد.

تعدو لخارج المكتبة بمجرد انتهاء دوام الجامعة النصفي التي تعمل بها أمينة مكتبة, عملها يناسب مؤهلاتها فى تصنيف المكتبات والمحافظة على الكتب وترميم الكتب الأثرية, فهي تعشق عملها بالاضافة لسهولة التعامل مع الطلاب وممارسة هوايتها الأولى والأخيرة بالحياة وهي الغوص فى الكلمات والقراءة بكافة الكتب لدرجة أطلقوا عليها دودة كتب شرهة.

بنهايات شتاء مدينة البندقية مدينة العشاق الرائعة وكأنه لا يكفيها العشق المرسوم على طرقاتها وقنواتها المتشعبة بين أبنيتها العتيقة إلا ويأتي عيد الحب لتتبدل هالاتها العجوز وتجاعيدها الدائمة فتزدان وتزداد وسامة وشباباً حتى أخشاب جسورها تزهو برونق العشق, أجالت بصرها لتحدق بالعشاق المنتشرين متشابكي الأيدى بعشق سرمدي تنهدت سابي هامسة بمعتقداتها: أو هكذا يعتقدون!! فالعشق أيضا يموت كعشقها الوهمي لديمان أو يخلد كعشق والديها!!!

صاحب الطقس موجة ضبابية فبدا الجو غائما و الناس داخلها كأطياف بيضاء تتماشي مع التاريخ العريق للمدينة بل يكمل حوارها التاريخي القائم بين ثناياها.

**********

تذكرت أن اليوم هو السابق لعيد القديس فالنتاين, حثت الخطى لتكون بالمقهي فلديها دوام فيه قبل ان تذهب لتساعد خالتها دافي, فلها عدة أيام تحضر للحفل الضخم الذي سيقام الليلة بفندق دانييلي العريق الذي يعد أحد معالم مدينتهم الرائعة التي هي قبلة لجميع العاشقين, تذكرت خالتها الحنون التي ربتها منذ أن وقع الحادث لوالديها فقد وقعا ضحية لص حاول السطو عليهما وهما عائدين من مناسبة ذكرى زواجهما الخامس, مازالت تذكر تلويح أبيها إليها وهو مغادر... همست داخلها: يا له من لص غبي... هل الأثرياء يستقلون القطارات أو الحافلات العامة؟؟

كي أمنحك وردة!![سلسلة لا تعشقي أسمراً(2)]Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon