الفصل الثاني

264 7 0
                                    


بدت مدينة البندقية الساحرة أيضاً كعاشقة شابة تبحث عن حظها وليلتها الحالمة بين شوارعها المفتوحة التي تؤدي لجميع الجهات في دعوة لكل فتاة أن تتخذ الطريق المستقيم كسهم مخترق لقلب حبيبها, سحب أحدهما أنفاسه وهو يلقي بقطعة نقدية مطوحاً بها عاليا بالهواء فتعود هابطة وتحط على كفه بعد أن دارت حول نفسها عدة مرات, فيضحك الشاب وهو يصرخ بصديقه المراهق المماثل له بالعمر: وجهي صورة هو الأعلى إذا سأحب والليلة أنا من العاشقين أما أنت فمسكين فلن تجد اليوم سوى الوحدة!!!

كل هذا لفت أنظار سابرينا الباحثة في الوجوه عمن تمنحه وردة قلبها الحمراء العاشقة, إنها صبيحة عيد يجعل الدماء الحارة تتدفق بأوردة القلوب, ها هي الشموع تشتعل على سطح البحيرة المائية المتشعبة كرأس الميدوزا الأفعوانية ستسحر من يخالف أمرها المطرد بالوله والرغبة... أما إدارة فندق دانييلي فأطلقت على سطح القناة المائية مئات من الصحون الحمراء على شكل أزهار داخلها مصابيح على شكل شموع ستنير عتمة الليل عندما تطفأ الأضواء ليلاً ويبدأ الصخب حريصة الزوارق الهائمة بالقناة على ألا تطفئ نورها أو تقلب هذه الأزهار الصناعية, إنه من الطبيعي في كل إيطاليا كيف لا وفيها فيرونا التي تحوم داخلها روح روميو وجوليت ملوك العشاق تبارك كل روح هامت وأحبت... أمامه زورق تم تزينه حتى يحمل من سيقضي ليله يجوب القناة المتوهجة كشمس النهار .

دلفت سابي للفندق من البوابة الرئيسية اعتذرت اليوم عن إتمام الدوام واكتفت بدوام نصفي, تريد أن تنجز جميع الوجبات التي تخصها وتم حجزها باسمها الفوتوتشيني الذي تعشقه وتبرع في إعداد طبق المعكرونة الخاص به, لفت نظرها تجمع أمام باب القاعة الكبرى حيث يقام الحفل والتقطت عينيها اللوعة التي شعت بها القاعة فتحولت من قاعة أثرية لقاعة لم تر أفخم منها تنتشي بالجمال الصاخب... ركزت بعيونها على التجمهر القلق أمام القاعة والمصممة الفرنسية أمام الجميع ومن ضمنهم الكاميرا المحمولة بواسطة مصورة محترفة ترفع إحدى بطاقات الدعوة كتبت اللون الأبيض على ورق أحمر تحده حواف ذهبية رائعة النقش وأخرجت من جيبها أخرى باللون الأبيض مزينه بشريط أحمر وفضتها وهمست للمصورة: أعتقد أنكِ ستلتقطين مشهدا طبيعيا جدا الآن!!!

وأشارت للعشرات الذين تجمعوا أمام باب القاعة يتساءلون الآن: نحن لن نرتدي الملابس الرسمية المذكورة بالبطاقة!!!

فما بدر منها سوى ابتسامة جذابة في محاولة منها لإقناعهم: كان هذا من أجل وحدة الجمال ولكننا لن نستطيع أن نمنعكم عن الدخول بالموعد بالملابس الرسمية بدون التقيد باللون الأحمر كما هو مذكور!!

دارت أمامها كاميرا المصورة الذي استعانت بها إدارة فندق دانييلي التاريخي المتفرد, ابتسمت ورفعت كفها ملوحة وهي تهمس بترحاب: عيد حب سعيد للجميع!!!

كي أمنحك وردة!![سلسلة لا تعشقي أسمراً(2)]Where stories live. Discover now