الخاتمة

398 6 0
                                    

*************


تتذكر كلمات كتبتها أمس تناسب هذا الفراق الذي شهده الجميع مكتشفة أن الحب يجعلنا نرتفع بأجنحة الوهم اللذيذ الذي دوماً نصدقه عندما نخدع, فنحن من نخدع أنفسنا.

"وجدت زهرة الحب لتروي ظمأ العاشقين ويروونها هم بالإحترام والعشرة الطيبة لتظل فواحة بينهما بالسعادة والمشاعر المتبادلة".

- ما بكِ مروة؟!

خرجت من شرودها بإرتجافة تلائم الشحوب الذي علا بشرتها, فقد آلمها بشدة فراق العاشقين على قارعة الطريق, من قناعتها أن المحب يحتاج فرصة ثانية عندما يخطئ, امتدت أصابع رجولية قوية تنتزع بخفة باردة حقيبة جهازها المحمول الذي بدا أنها عاجزة على حمله, لم تدرك هي أنها تخلت عن حقيبتها, نظرت لصديقتها المستفسرة بقلق وهتفت بغصة لاحت بصوتها المتقطع: لا شيء يا وداد... فقط آلمني أن هناك حب يقتل أمامنا!!!

ثم تلفتت حولها باحثة تستفسر: أين جهازي المحمول؟!

ينظر لها بغضب عارم يتمنى أن يتهمها بالكذب... هي حزينة كونه يعشق غيرها!!! حينما أدرك أنها تسأل عن حقيبتها رفعها لها الطود الرجولي الحقيبة لأعلى أمام عينيها, وكأنه يحمل قشة لا وزن لها, امتدت أصابعها لتتناول حقيبتها، فقرر أن يخطو أمامها معلناً عن رفضه وسيادة قراره عليها بدون أن ينبس بحرف, سارت خلفه بجوار صديقتها حانقة عليه, ولا تعلم لِمَ يتحكم بها منذ رأها, لقد أصر أن يتولى توصيلهما للجامعة, وأيضاً مكان التدريب هو من سيوفره لهما, كانت عيناه تحصيان سكناتها فلم يفته حرصها على إلقاء نظرة أخيرة على الجسد الرجولي المتجمد مكانه بعد مشهده الدرامي الذي شاهده كثيرين... داخله تقام ثورات على المدنية, وعلى الفتيات التي من الممكن أن تسقط بشرك رجال مثل هذا الأسمر.

تقدمت منه وهي تأمره بضيق: هات حقيبتي!!

حرك الحقيبة قبل أن تمتد لها أصابعها ونقلها ليده الأخرى: لن تحمليها!!! تبدين أصلاً كمن لم ينام... ما بكِ قدرة على حمل نفسكِ بل قادرة فقط على إرتكاب الحماقات... وصدقاً أنا بغنى عن إضاعة الوقت.

تجمد الدم بعروقها وبدأ يعتلي بشرتها الغضب لدرجة احمرت معها عيونها, ظلت هكذا تهرول حوله لتأخذ حقيبتها, وهو بحركاته السريعة يشبه عملاق لا يستطيع أحد منافسة خطواته: أتدري؟!! لا أريد مربية لتوصلني للمدرسة أو حاضنة ترتب لي لقائي الأول مع المدير!!!

ابتسم لها إبتسامة أوجدت بريقا داخل عينيه لم تفهم غموضه, هكذا فشلت في إغضابه جراء إهانتها له بالتشبيه السافر قفزت خطوات وتركته خلفها ووداد تنادي عليها: مروة إن عمرو لا يقصد... فقط إنه شهم ليس إلا!!!

استدارت لتواجههما وتشيح بنظراتها إلى الوجه المنزعج, ولا تعلم لِمَ هو ينظر لها بهذه النظرات السوداوية: لولا وجودكِ وداد ما كنت التقيت به أصلاً, ثم هو يبدو منزعجاً من إسداء المهمة الشاقة التي تطلقين عليها شهامة!!!

كي أمنحك وردة!![سلسلة لا تعشقي أسمراً(2)]Where stories live. Discover now