الفصل الأول

306 10 0
                                    


تحرك على مهل برشاقة فهد خرج فقط من غابته ليتصيد فريسة يقصدها، اتخذ مكانه خلف ايكة مزهرة مرحبة به لتؤثر جسده الرشيق بظلها, يجيل عيونه الداكنة اللون بجوهرة ترقى للسواد وحلكته البراقة, لا يدرك لِمَ يشعر بالتوتر إنه كما يصنفه الجميع أفّاق ولكنه لم يمس إمرأة سوى من لا يستحقن إلا النبذ, تصنيفه مقامر مخادع لص كل ذلك ورغما عنه وعن جميع من ارتمين بين أحضانه لم يمارس سحره على إحداهن بالبداية ولم يترك نفسه لنزواته تقوده, وعندما كان يفعلها لا يضاجع سوى من تستحق تركها بنيران الأشتعال... لم يستغل بريئة يوماً, كيف يفعلها وأمه كانت بريئة تم التلاعب بها!!! نظر للمقهى الخارجي المكشوف التابع بفندق دانييلي مناضده أنيقة للغاية ومقاعده وثيرة تاهت عيناه وضاع مع تلك الخطوات الرشيقة التي تهادت أمامه تحمل امرأة قصيرة الشعر يتعمد أن يتأرجح بطريقة داعبت عيناه لتنفذ داخله تثير خيالات عشقية وكأنه مستعد أن تكون بطلة احلامه للليلة, تنفس ببطء فقد نسي معها التنفس, تأوه بنعومة متذكرا أن مهمته محددة المدة والتمويل.

*************

اقتربت من خلف المرأة الممسكة بيدها ملعقتها الخشبية تدور بعصبية بين مجموعة هائلة من الطهاة الشباب وذوي الأعمار الكبيرة تتذوق من هذا, وهناك تأمرهم بإضافة أنواع معينة من التوابل, تحسبها هشه ضعيفة بقامتها الدقيقة الصغيرة هذه لا تكاد تصل لكتفي سابي التي توقفت خلفها تواري جسدها بأكمله عن جميع الطاقم المساعد: كفاكِ تلوحياً بسلاحكِ هذا ستصبين عيني أماه!!!

استدارت المرأة الأربعينية ذات القوام الممتليء بأماكنها الصحيحة مستقبلة للشفاة الحارة تطبع قبلتين متتابعتين على وجنتيها, وما إن ابتعدت كانت تداعبها بطرقة من ملعقتها الخشبية على كتفها: تذوقي طلقات سلاحي إذاً!!!

ادعت التوجع وافتعلت البكاء: أمي أنا أتوجع يا قاسية... فسلاحك أصابني!!!

طرقة جديدة خفيفة جاءت على مؤخرة رأسها استدارت لترى من فعلها وهي موقنة منه قبل أن تراه: إنريكو لن أظل معكم وأنا أتعرض للإهانة... فقد بلغت الخامسة والعشرون!!!

تجاوز عن كلماتها المزعجة له فهو يراها ابنته التي لم ينجبها, هي العوض الحقيقي عن عدم امتلاكهما طفل يخصهم هو وديفلين, مد ذراعيه يضمها محيطا إياها برعايته: لِمَ تأخرت لهذا الحد؟؟ لقد اضطربت أمكِ منذ ساعة قلقاً عليكِ ولولا اتصالنا بالمقهى واطمأنت بالا عليكِ كانت أبلغت الشرطة واتهمت جميع رجال المدينة بخطفك أيتها الجميلة!!!

أرخت جانب رأسها على صدره رغم طولها فهو كعملاق أمامها: أوه إنريكو... كم أتمنى أن أحب رجل مثلك بقامتك هذه وأيضا بحنان هذا القلب!!!

ربتت على صدره جهة اليسار فسحبتها أمها بلوم قل: هل ضايقك ديمان السخيف هذا؟؟

رفعت كفيها لأعلى وسمحت لأنفاسها بإخراج تنهيدة طويلة حارقة تحمل التأفف الذي اشتعل داخلها عندما أدركت أن الحوار في الهواتف اليوم كان يخصها: أمي لا تبدأي... اعلميني ما العمل الذي تريدينه وإلا سأغادر فورا ومن الممكن أن أغادر أيضاً المنزل جميعه!!!

كي أمنحك وردة!![سلسلة لا تعشقي أسمراً(2)]Where stories live. Discover now