الفصل الثالث

278 6 0
                                    


جالساً في المطبخ وحوله أناس لم يتخيل أنهم موجودين فعلا, تساءل بداخله كيف خرجوا من كتاب الحكايا؟؟ إنهم فرسان وأميرات... كيف لم يضيعوا بعالم المادة الذي طغى على كل شيء فلم يعد للإنسانية مجالا فيه؟؟؟ لهم ساعة يحاولون معه أن يعود طبيعياً... أدرك أنه الرجل الذي شاهده أمس من ملابسه ومن المرأتين, وعرف أنهما والداها الحامين لها ومن ربياها, تحدثا بانفتاح معه رغم أنه غريب... فالبسطاء فعلا لا يخشون الغرباء إنما الأثرياء هم الخائفون على الدوام!!!

ربتت دايفي على وجنته بعد أن مسحت سابي عرقه الثقيل مفسرة بقلق: بعد قليل ستكون أفضل... كمية السكر التي تناولتها تمرض شخصا سليما بالسكر!!!

سحبها إنريكو قائلا: الرجل أصبح بخير حال الآن ونحن على موعد... سيضيع الحجز!!!

تذكرت مفاجأة زوجها لها, تعثرت وهي تهمس له: كان لابد أن نقل سابي للمنزل أولا فالليل قارب على الإنتصاف وأخشى عليها السكاري بهذه الليلة!!!

حك إنريكو جبينه ولاحت نظرة تحمل ضيقا مما حدث, كان يتمنى أن يسعدها بأمنية طالما تمنتها ثم تحدث لسابي: هيا طفلتي حتى نقلكِ للمنزل في طريقنا!!!

وقف الرجل الشاب: دعني أنا أقلها سيدي... فقد أنقذت حياتي وهذا أقل ما أستطيع تقديمه لها ولكم, فلا تعكر صفو ليلتك!!!

همس إنريكو: لكن سيد نواه لا يمكن... أنت مازلت مريض ونح...

أصدر نواه أمره لسابي التي استجابت بشكل فطري وكأنها تنتظر كلمته: هيا سابي... بدلي ملابسكِ تلك أم أنكِ تظلين بها!!!

تحركت بطاعة هامسة وقد تورد وجهها بحمرة خجولة: لا أنا أبدلها... لحظة من فضلك!!!

ابتسم إنريكو لما وجد تبدلا من سابي التي لم تكن متهورة مع رجل من قبل ودائما لا تخرج لموعد بسهولة, مد كفه ليصافح نواه وهو يقول: لا تدعها تتأخر كثيراً!!!

تأبطت دايفي ذراع زوجها وهي تؤكد: اعتن بها جيداً!!!

خرجا وداخلهما اطمئنان, همست دايفي براحة أم رأت بداية لمشروع حب أو ارتباط وشيك: قد تكون وجدت أسمرها... فكما ترى شعره بسواد الفحم يشع ببريق وكأنه مصبوغ!!!

داعبها: لن نتخلص من قصة لا تعشقي أسمراً تلك!!!

نظرت له بوجه خال من التعبير فأردف: كوني لي عروسي... فقط كوني لي ولا تشغلي بالك بشيء سواي!!!
وضعت كفها براحة على جانب وجهه: إنريكو أحبك!!!

همس لها بوله: وأنا أيضا عروسي!!!
أجابته بفرحة غامرة: ألم تمل مني إنريكو؟؟؟

كانت إجابته بقبلة امتصت الهواء من رئتيها وازدادت ألتصاقاً به, قادها بعد قليل للمرفأ الخاص بالفندق حيث كان هناك بانتظارهما قارب مزين ببالونات حمراء كُتِب على كل بالون كلمة منفردة لتكون جملة واحدة "بعد خمسة عشر عاماً من الحب والألم هل لكِ أن تتزوجيني من جديد؟؟" دفنت نفسها داخل اعتصام أحضانه الرحبة وهي تهمس: نعم ونعم ونعم!!!

كي أمنحك وردة!![سلسلة لا تعشقي أسمراً(2)]Where stories live. Discover now