"هنالك حفر وصدوع في قلوبنا لا يمكن رتقها...لحظات تفرض نفسها كزائرٍ مقيم لا يُغادر الذاكرة ولا يقدر على دفنه الزمن.
هنالك نوع خالِص من الألم ليس بإمكاننا تسكِينُّه، إسكاتُه، تجاهله أو العِيش معه...لكن يبقى باستطاعتنا تقبله كمَّا هو.
يظل دومًا بإمكاننا تحويله لجزءٍ ممتدٍ من ذواتِنا. أن نستشعر به العالم من حولِنا، فنصير أكثر لينًا، أرق كلمة، أعمق فهمًا، ونخفض أجنحة أرواحنا بتواضع لتلامس التراب...لتلمس الأرض.
بعض الألم يُحرضنا على تثمين اللحظات، على الوقوف دهرًا كاملًا أمام كل ما كنا نراه كعاديٍ ومتكرر. نحتاج أحيانًا أن نُكسر حتى تمتلئ صدوعنا بيقينٍ من نوعٍ آخر...بيقينٍ يمنحنا الكثير من السلام والكثير الكثير من الراحة.
هنالك نوع من الألم ينتشلنا منَّا ويدفعنا برفقٍ نحو مرحلةٍ تاليَّة...نحو الأمام. وإن شعرنا بادِئ الأمر بتوقف الحياة عند نقطةٍ معينة، وإن ظننا أن كل شيء عرفناه انتهى. نظل في نهاية المطاف، نمضي، وكلنا أمل...أنه مهما طال الطريق وضاق...لسنا وحدنا. ولن نكون. فالله حسبنا ونعم الوكيل."
