الجُزء الثامِن عَشَر|القِصّة الثانيَة قَبل الغِيَابْ

34.1K 1.5K 1.1K
                                    

الجُزء الثامِن عَشَر| ‏تَبتَسِمين وَفي صَدرُكِ ألف نَدبَة، وقَد يَخونَكِ الكِبرياء، فيُسرِّب نَتوءَاتِ صَوتُكِ، تُحِبِّين رُغم أن لَكِ قَلبٌ معتَل، وَذاكِرَة سَوداء، حَياتَكِ تأخُذ مَجرَى الرِياح، وإنفِعالاتُكِ مَجهولَة بِالنِسبَة لَهُم، وَحُزنَكِ الذي ينقَضّ فَجأة يُحطِّم حواجِزَكِ، ولاشَيء يَردَعَهُ، أُريد فَقَط أن أُخبِرَكِ أنّكِ جَميلَة وأنّي أُحِبُّكِ..
* * *

سأغلِق اليوم قضيّة ثوراني عَلى العالَم
وأفتَح قضيّة عِشقي لَكِ، لِأُخبِرُكِ أن كُل مَقتي تِجاه العالَم تبخّر، وبات كُل شَيء ضَبابي عَداكِ أنتِ، تحدّثت كَثيرًا عَن قَضايا النَفس البشريّة، واليوم أشعُر بِأن عليّ أن أُخبِر العالَم عَن قضايا العِشق المقتولَة والتي لا تَزال على قيد الشَغَف، ولِأنّكِ جِئتِ إليّ أنا، بَعد كُل سَنوات التَعب والوِحدَة، عليّ أن أُخلِّد إنتِصاري لِكُل مَن يَقرأ، عليّ أن أُخبِر الجَميع أن عَليهِ بِالوقوع في الحُب، وألّا يصُد أي مُحاوَلة إقتِراب، فليسمَح الجَميع لِنفسَهُ أن يَقع ويتعثّر في طَريق العِشق، ليس دائِمًا نَجِد من هو مُناسِب لَنا، وهٰذا ما يَجعل مِن فِكرَة الحُب مُخيفَة، ولٰكِن لابُد مِن وجود شَخص واحِد وَحَسب يسرُقنا مِن أنفُسَنا، ولَيس عَلينا أن نَخاف مِن أوجاع العِشق، فَبالرُغم مِن أنّهُ مُميت، إلّا أن تَناقُضاتَهُ تَجعلَك تَعيش في عالَم مُنفَصِل عَن الذي يَعيشوا فيهِ العاديين..

يحتاج العالَم اليوم لِلوقوع في الحُب مع الذات قَبل أن يُحِب الآخرين، لِأن النَفس التي لا تَستطيع أن تُقدِّم لِنَفسها الحُب، لَن تَستطيع أن تَعطيهِ لِأحد، لِذا ولِأنني إنتَهيت مِن مَرحلَة حُبي لِنَفسي، جاء الوَقت لِأعطيكِ حُب مُختَلِف، حُب أسطوري لا يَشبه أي قِصّة عِشقيّة مُبتَذلَة، سأحرِص عَلى ألّا أكون عاديًا، ألّا أكون أقل مِما تُريديني أن أكون، سأحرِص عَلى أن أكون أسطوريًا، أن أليق بِتفرُّدَكِ وجَمالَكِ، أيتُها الليلَكيّة، التي جاءَتني عَلى هيئَة هُدنَة مَع ذاتي المُتعَبَة، ليتَكِ تدخُلين لِأعماقي، لِلعُمق الذي أنتِ فيهِ، ليتَكِ تَرين كَيف يَجعلَ مِنّي عِشقَكِ رَجُلٌ أهوج المَشاعِر، رَجُلٌ لا يَطيق صَبرًا لِلقائِكِ، لِلوقوف أمام عَيناكِ، ولِسماع كَلِماتَكِ، لَديكِ لُغَة تَسلُب مِنّي فَصاحَتي، لُغَة أجمَل مِن كُل مُفرداتي، وصوت لَهُ تأثير الموسيقى عَلى قَلبي، ليَتني أستَطيع أن أحمِل صوتَكِ وأُخبِّئَهُ تَحت وِسادَتي، لِأنام عَلى نَغمتَكِ الناعِمَة، في أقسى ليالي البُعد والوِحدَة، كَم أتمنى أن أنام عَلى صوتَكِ، وأستيقِظ على عَيناكِ، ولَمساتَكِ الماكِرَة على وَجهي..

إنني أحمِلُكِ مَعي في قَلبي
تَعبَثين بِأنامِلي لِلكِتابَة عَنكِ ورَسمُكِ، إنّكِ أكثَر الأشياء التي تُثير الفَن في داخِلي، أُنثى هي بِذاتَها فنٌ آخَر، أيتُها الجَميلَة كَبِدايات العُمر، عَيناكِ ولونَهُن يأخُذنني إلى عوالِم لا يعرِفَها أحد، أُريد أن أبقيكِ بِجانِبي دائِمًا، أتأمَّلَكِ في صَمت، دون أن يَقول أحدُنا شَيء، لَدي عُمرٌ قَصير جِدًا ولا يَكفي لِتأمُّلَكِ، ليتني أملك الوَقت، لَكُنت أوقفتَهُ حينما نَكون معًا، لَكُنت حطّمت كُل قوانين الحيَاة لِلبقاء مَعكِ لِمُدّة أطول، لَطلبت أن أعيش مُخلّدًا لِأخلِّد عِشقي لَكِ، أيتُها الأُنثى التي تَشبه الحَرب في هُجومَها عَلى قَلبي، بِقوّة وعُنف هاجَمَت سكون وسَلام مَشاعِري، أيّتُها الأُنثى التي تَشبَه الهُدنَة بَعد حربٍ طَويلَة مُدميَة، أُناجِدُكِ الآن أن تأخُذيني إليكِ في لَيالي الشِتاء الطَويلَة، وتُخبّئِني تَحت مِعطَفكِ الأحمَر، فَقد أهلَكني الشِتاء وأنا بَعيدٌ عَنكِ، لا الكُتب لَها قيمَة أمام عَيناكِ، ولا الموسيقى تَمتَلِك جَمالًا أمام صَوتُكِ، باهِتَه كُل الأشياء عَداكِ، أرغَب أن أقرأ عَينيكِ، أن أسمعكِ أنتِ، وأن أكتُب عِشقي على شَفتيكِ، ثُم أرسُم شَغفي على جَسدكِ، يا الله كَيف سَرقتِني مِن ملّذاتي!، وكَيف أصبحتِ أنتِ الشُعور الوحيد الثابِت في قَلبي، تعالي إلي الآن، قَبل أن تُبعثرني الليالي السوداء، لِتُخففي مِن وطأة الشِتاءِ، ولِأقبّلكِ بِعدد حروف الهجاءِ..

أسود II |إكتشاف المجهول ☔︎ ✓Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ