وقفت وهي تجرجر قدميها بخُطى مترنحة ومتعبة نحو غرفتها... م إن أغلقت عليها الباب حتى إنهالت بوجهها على السرير في صمت قاتل...بعد هدوء دام لوقت ليس بقصير نهضت في خمول و إلتفتت يساراً نحو كومدينة سريرها وأخذت دفترها ذا الغلاف المهترئ و أصبحت تخط عليه هذه الكلمات..
أشعر بشئ م يكاد يخنقني قلبي مُثقل بشدة ولكن كل م أعلمه إنني أحتاج فقط من يربت على كتفي..لحظة أنا لا أحتاج لشئ أنا أقاوم وحدي..أو ربما أحتاج كلَّا أنا لا أحتاج..تباً أنا بِتُّ لا أعرف حتى م أريده..إنني في المنتصف اللعين بين م أحتاج لأنني ما عدت أحتمل وحدي و لا أحتاج أنا قوية وسأقاوم..
أنا حقاً تائهة..ممزقة مهترئة من الداخل أدَّعي الإتزان ولكن لاشئ يوحي بذلك حتى تقاسيم وجهي لبرهة تكاد أن تفضح أمري..أصبحت شاحبة اللون..إرتسم الليل حول أجفاني..حتى أن عيناي قد ذَبُلت..ولكن رغماً عن كل هذا لم يلحظ احدهم هذا..أم أنهم لا يكترثون لا أدري.
و ماذا يعنيني إن اكترثوا أم لا أولاً و أخيراً سأقاوم وحدي وحدي فقط .
أغلقت الأنوار... ووضعت رأسها تحت الوساده وغطت في نوم عميق .
_____________________________________
ما نام تلك الليلة من فرط التفكير بعينيها ، كيف لعينين أن تحوي تفاؤل الدهرِ ومآسي الزمان ، عينين غارقتين بالأمل واليأس في آن واحد ، لقد كانت كل رمشة من عينيها بمثابة طمأنينة لقلبه .
دخل أخاه وهو يحمل كيس شبس في يده... جلس بالقرب منه وابعد عنه العطا .
_ خير؟ .
_ قوم العب معاي بلاستيشن .
_ ما عايز بكره لازم اصحى بدري .
_ قوم ما فرقت الساعة دي .
_ حسبي الله ما عايز اقوم...امشي العب مع دانه .
_ تصبح على خير .
_ تلاقى الخير .
بعد فتره من خروج أخاه... ذهب إلى الشرفه ليتنفس قليلاً... سمع هاتفه وهو يرن داخل الغرفة.. ذهب بخطواط بطيئه واخذه وهو يتنهد: خير؟
_ انت الكلمه دي ملصقه في لسانك... انزل تحت امي عايزاك .
_ زي الوقت دا؟
_ اي وشكلو عايزاك في شي ضروري .
_ طيب نازل .
ألغى الهاتف على الاريكه...نزل وهو يعلم ما تريد... دق باب غرفتها ودخل: اها .
وضعت طلاء الأظافر على الدرج: دا شنو العملتو الليله في الحفله دا... مش قلت ليك تحترمهم .
_ المره الجايه .
وقفت أمامه وهي واضعه سبابتها أمام وجههي: انا تعبت من تصرفاتك دي... شافع انت؟ .
ابتعد عنها وامسك مقبض الباب: تصبحي على خير .
تجاهل نداها له...اسرع وصعد الدرج وهو يتمتم بكلمات غير مفهومه... أغلق الباب واتكل عليه...
ابتسم وارتمي في السرير... بعد فتره طويله استسلم للنوم .
_____________________________________
محدقه بالأرض... واضعه يديها خلف ظهرها... تسمع في توبيخ ابيها لها...كان يصرخ بصوت عالي.. وهي مع كل كلمه منه جسمها يبدأ بالارتجاف...ظل على هذا الحال لعشر دقائق ثم قال بحده: بالله حركاتك دي بعدين ما تعمليها لي فاهمه؟ .
نظرت إليه وهي دامعه العينين: لكن انا ما عايزه احضر الحفله ما غصب .
بان الغضب على وجههي وقام من مقعده ووقف أمامها: حتحضري ورجلك فوق رقبتك .
هزت رأسها بمعني أجل سأحضر... اخذت كوب الشاي وذهبت لكى تغسله... نظرت بنافذه المطبخ إلى أمها الجالسه في الحديقه وتقطع بعض الفاكه... إبتسمت وذهبت لها...
احتضنتها من الخلف وهي تطبع قبله على خد امها: صباح الخير .
وضعت السكينة في الطاوله وامسكت بيدها واجلستها بالقرب منها: صباح النور...كيفك الليله؟ .
_ كويسة الحمد لله وانتي كيف؟...ان شاء الله بلعتي الحبوب .
_ احسن...اي بلعتها يا بتي .
أخدت قطعه صغيره من التفاح: انا ما عايزه امشي الحفله وهو قال لي الا امشي .
_ يا بتي انتي عارفه ابوك...ولو ما مشيتي حجي يضربك...امشي وانتي ساكته بس الله يرضى عليك .
_ حاضر يا أمي .
_ هو مشي وين هسي؟ .
_ الشغل .
_ هو ما عندو شغل بالعصر .
_ ما عارفه والله يا أمي... بس هو طلع .
_ امممم طيب .
_ انا امشي اشوف حالبس شنو .
_ طيب يا بتي .
طلعت إلى غرفتها...أغلقت عليها الباب واحكمت قفله جيداً... فتحت خذانه ملابسها أخذت فستان اسود اللون وبعض الملابس الاخري.. ووضعتهم على الاريكه..
رن هاتفها أخذته ونظرت إلى المتصل ابتسمت وردت: اشتقت ليك .
_ وانا اكتر...جايه الليله؟
_ ما كنت جايه لكن ابوي قال لي اجي .
_ اجيك هسي؟
_ تعالى طيب .
قفلت ورقدت في السرير... وصحبتها جات بسرعه... دقت الباب وهي مشت فتحت .
_ طبعاً شادي اتصل وقال لازم يشوفك .
_ يا ربي انا قلت لي للمره المليون اني ما عايزه اكمل معاو ما بفهم هو؟
_ بحبك .
_ يحبني مع نفسو ما يجي يتعولق فيني... لأنو لو ابوي عرف صدقيني حيقتلني ويقتلو .
_ هو بس عايز فرصة... ولازم يشوفك .
قبل تتكلم هو إتصل في تلفونها ردت: ايوا يا شادي .
_ عايز اشوفها وضروري كمان .
_ بس هي ما عايزه تشوفك .
_ آيلا انا لازم اشوفها ارجوك .
_ هندي ليها جمبي هاك اتكلم معاها .
ادتها التلفون وهي طلعت البلكونة .
_ اسمعني يا شادي نحنا ما ينفع نكمل مع بعض لانو الشي دا ما في صالحي ولا صالحك .
_ ما فهمت؟ .
_ ما ضروري بس خلاص البينا انتهى .
_ انتي ما بتقدري تقرري الشي دا براك .
_ لا بقرر...والله يرضى عليك يا شادي ما ترجع تكلمني .
قفلت قبل تسمع ردو...دخلت جوا ولقتها بتتمكيج .
_ قال شنو؟
_ لازم يشوفني...انا خايفه ابوي يعرف من زول تاني .
عاينت ليها بالمرايه: يعرف من منو يعني؟
_ ما عارفه انا زاتي...حتلبسي شنو بعدين .
_ لما يجي بعدين حتشوفي .
_ هي الحفله مهمه للدرجه دي؟ .
_ اي طبعا .
رقدت في السرير... وآيلا بقت تتصور...
_____________________________________
