الفَصْلُ الثَالِث : اَرِح قَلبِي بِلُقيّاك!!

265 38 260
                                    

" هُوْ يَعلمَ بِأَنْهُ تَرَك دَاخِلِي جُزّءً دَفِينًا هَامَّ بِيّ بِاستّغْمَامِ !!
هُوْ يَعلَمُ بِأَنْهُ غَرِس بَذرَة الوْدَاعِ لِتُزْهِر و تَغّدُو شَجرة اِقّتلَعهَا المْوتُ عَاجِلًا قَبْل أَنْ تَمُر عَليّهَا دُهُور مَضَت وَ اِنّدثَرت !!
هُوْ يَعلَمُ بِأَنِي لَمْ أَكُن معه وَ لَنْ أَكُون !!
هُوْ يَعلَمُ بِأَنِي مِنْ دُونِه لَا شَيّء !!
هُوْ يَعلَمُ بِأَنِي مِنْ دُونِه طَائِرٌ مَكسورُ الجّنَاحِ يَبحثُ عَمَّن يُعَالِجهُ وَ يُسعِفهُ مُتجَاهِلًا تِلَك الحُرُوف المُبعْثّرة التِّي خَلدَت تَفضَح مَاضِيّه !!

أَنَا مِنْ دُونِهِ سَدِيمٌ تَأَلق بِرَونْق خَاص لِكَوَاكِب أَحَاطْتهُ عِشّقًا فَخَانهَا لِيهَتمِج لَونُهُ و يَتْركَهُم فِي ظُلمَاتٍ مُعْتِمَة لَا يُبصِرُون !! "


-

فَوضَى عَارِمْة بِالوِجدَان ، خَفقاتٌ مُرْتعِبة بِالفُؤاد ، رَعشَاتٌ تستَوْطِن الجَسّد ، وَ رُؤحٌ مُتهشمْةٌ تَستغِيث !
قَلْقٌ مِنْ مُستقبلٌ مُبْهم ، خَوْفٌ مِنْ حَاضرٍ وَاقِع ، وَ هَرْبٌ مِنْ مَاضِي وَحشِي !

أُقصُوصْة صَغِيرة تستَنْدُ عَلْى جِدرَانِ مَشَاعِرُ تَاي رِي المُضطّرِبة. عِنْوَانْهَا إِبْرَامُ الحَيّاة ، و فَحوَاهَا قَسّوةُ الصِعَاب ، وَ خِتَامُهَا نِهَايّة مُبعَثرة تحتضْرُ مِنْ فُوهَةِ الحَضِيض .

بِجمُود تَقبعُ عَلَى طَاوِلةِ الطّعَام بَينْمَا مِين سُو تُحضّر الإَفطَار وَ هِيّ تُدْندِنُ أَلحَانًا مُسّالِمة . أّمَّا عَنْ رِينا فهِيّ كَالعَادة ، سَتُعَارِكُ سَرِيرهَا وَ هِيّ تفترِقُ عَنْهُ بِصعُوبة ثّمْ سُرعَان مَا سَتُهروِلُ للإِفْطَارِ بِصخب .

بهْتت مَلامِحُ رِينَا وِهِيّ تُحدقُ بِالأطبَاقِ المَوضُوعة ، صرخْت بِتذمُر :
- أَلمْ تَجِدِي إِفطَارًا سِوْى فَطائِرُ الجُبْن وَ تُوسْت مُحْمص تعتَدِي عَليّهِ تِلْك المَادْة الهُلامِيّة ؟!

- تُدعَى مَربْى التُوت !. نبسْت مِين سُو .

- كم مَرةً عليّ أَنْ أَعرِفكِ عَلْى إِفطَارِي المَلكِي ؟!

- معذرةً سُمْو الأَمِيرة فَمطعَمُنَا مُتجدّد وَلَا يَقتْصِرُ عَلْى صَنْفٍ مُعين !!.

- أَنْتِ تَكرهِينهَا أَيْضًا تَاي رِي ! شَارِكِيني مَعْركَتِي الشَّرِسة ضِدْ عَجُوزنَا الشّمطَاء !!. تّذْمرت رِينَا مُتخذةً وَضعِيّةً دِفَاعِية ، بَدْت وَ كَأَنْهَا عَلْى وَشكِ خَوضِ مَعركْةٍ دَامِية .

لَمْ تتجَاوب تَاي رِي بِأَيّ ردةِ فِعْلٍ تُذكّر ، هِيّ سَاكنْة بِطرِيقة مُخِيفة ، تَجُوبُ بِحَار أفكَارِها ، وَتَغرِقُ أكثْر بِمُحِيطَات ذَاتِهَا الوَاهِنْة. حَمْحمت مِين سُو لِتَرمْق رِينَا بِنْظرَةٍ اِقشعْرت لَهَا أَوصَالهَا .

"تَوْهُجٌ مُنْطّفِئ" !!Where stories live. Discover now