منزل هاني

113 15 0
                                    

في منزل هاني
اختفى مسلم عن الأنظار و لم يعد يعرف أحد أين يعيش و كان و الجواسيس يبحثون في كل مكان دون جدوى ... كان مسلم قد لجأ  إلى منزل أحد المؤمنين الشجعان ، و هو هانی بن عروة حل مسلم ع ضيفا في منزل هانئ .

وذات يوم حل أحد الزعماء ، و هو شريك بن الأعور ضيفا في منزل هاني أيضا و جاء أحد أفراد الشرطة يخبر هاني أن حاكم الكوفة  سوف يأتي لعيادة الضيف المريض  ..
قال هاني : ومتى سيأتي الأمير ابن زیاد ؟

أجاب الشرطي : في المساء .

سمع شريك بن الأعور بهذا الخبر ، و برقت عيناه بالفرح  ترى و لماذا فرح الضيف المريض بذلك ؟
  كان شريك هو الآخر يكره ابن زياد الظالم فوجد في  زیارته فرصة لقتله ...
و لكن كيف ؟

تحدث الضيف مع مسلم حول خطة لاغتيال ابن زیاد .
قال : - سوف يأتي ابن زیاد لعيادتي . .

سمعت بذلك
- لا تدع هذه الفرصة تفلت من يدك .
- كيف ؟
- الأمر بسيط اختبي في الحجرة ، و راقب حركاتي جيدا ، فإذا  نزعت عمامتي فاخرج و اضربه بسيفك .
- و لكن ..... .

و في الأثناء سمع الجميع أصوات الشرطة .
لقد جاء الأمير مع حراسه .
کان اختبأ مسلم خلف أحد الأبواب و راح يراقب المكان .
دخل ابن زیاد ... و سلم ....
و راح يسأل عن حاله و صحته .

و رفع شريك عمامته و وضعها ...
و لكن مسلم لم يخرج ...
فلبسها ثم رفعها مرة أخرى ... و لكن لا شيء.

فظن ابن زیاد بعد أن رأى المريض يقوم بحركات غير مفهومة ، و ظن أن ذلك من أثر الحمى .

غادر ابن زياد المنزل و معه شرطته و حراسه .

خرج مسلم و بيده السيف .
قال شريك في أسف : - لماذا لم تقتله یا مسلم ؟!
لقد كانت فرصة ... إنه يبحث عنك  و عندما يعثر عليك سيقتلك .

أجاب مسلم في إيمان و شجاعة :
- أعرف ذلك ... و لكن تذكرت حديثا لرسول الله (صلى الله عليه و آله و يقول : المؤمن لا يغدر ، لهذا لم أقتله .

قال شريك : - إن ابن زياد أخبث إنسان ، بل هو رجل كافر يقتل المؤمنين ، و هو يغدر بالأبرياء .

قال مسلم : - أنا أقتدي برسول الله  و الغدر ليس من أخلاق المؤمن .

تعجب شريك لذلك و أزداد حبه لمسلم ، و عرف أن مسلم لیس ابن عم الحسين فقط ، بل هو أيضا يقتدي بأخلاقه و أخلاق جده .

لم يستطع الجواسيس العثور على مسلم ، و كان هناك جاسوس و ذكي اسمه " معقل " ... جاء مع ابن زياد ، و لم يعرفه أحد .

وضع ا هذا الجاسوس خطة ذكية ليكشف المكان الذي يختبئ فيه مسلم .

تظاهر الجاسوس بأنه رجل من أهل الشام ...
و أنه يحب أهل ا البيت (عليهم السلام ) .

و راح " معقل " الجاسوس يتردد على المسجد الأعظم في الفجر و الام الظهر و المغرب ... يتظاهر بالصلاة ... و لكنه كان يصغي إلى حديث  الناس لعله يسمع منهم بعض المعلومات ... و ذات يوم رأي شيخا على
وجهه سيماء الصلاح و الإيمان ... سأل عنه فقيل له أنه مسلم بن ا عوسجة و هو من محبي أهل البيت (عليهم السلام ) .

كان مسلم بن عوسجة يصلي بخشوع و اقترب معقل منه و جلس ، و تظاهر بالحزن .

عندما أتم مسلم بن عوسجة صلاته ، قال
الجاسوس :
- ايها اشيخ الصالح !
أنا رجل من أهل الشام أنعم الله علي بحب  أهل البيت (عليهم السلام ) و قد سمعت بأن مسلم بن عقيل قد جاء إلى الكوفة ممثلا عن الحسين ... و عندي ثلاثة آلاف درهم ، أريد أن أقدمها له ... و لكني لم أجد أحدا يدلني عليه !

قال مسلم و قد شك في أمره :
- أنا أيضا لا أعرفه و لا أعرف مكانه !
  و استأنف ابن عوسجة صلاته ..
و لكن معقل ظل في مكانه و و راح يتظاهر بالحزن و البكاء .

وقال لمسلم بعد أن أتم صلاته :

- أعاهد الله و أعاهدك بأن لا أخبر أحدا ... دلني عليه ... حتى و أبایعه و اسلم له هذا المال ... أرجوك يا شيخ !!

للأسف صدق " مسلم بن عوسجة " أكاذيب الجاسوس ، فقال له :
إذا عاهدتني فسوف أدلك على مكانه .

أصبح الجاسوس صديقا لمسلم و راح يزوره دائما و كان أول من  يدخل عليه و آخر من يخرج منه
. و كان يفتح أذنيه و عينيه لجمع المعلومات ، حتى إذا عرف كل شيء ، اختفى معقل الجاسوس ، دون أن يخبر أحدا .
و كان أول المتهمين هانئ بن عروة الشيباني .

مُسلم ابن عقيل سفير الحرية🕊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن