عيد الاضحى

93 14 1
                                    


عيد الأضحى

أطل فجر اليوم العاشر من ذي الحجة ، و هو عيد الأضحى المبارك و لكن مدينة الكوفة لم تحتفل ذلك العام بالعيد ، و لم تبين عليها معالم  الفرح ...

كان رجال الشرطة يبحثون في البيوت عن مسلم بن عقيل .

في ذلك الصباح انسل الابن العاق و ذهب إلى القصر ، و هو يفكر بالجائزة.

أدخله الحراس على ابن زیاد حاكم الكوفة و أخبره عن مكان و مسلم و أصدر الحاكم على الفور أوامره بإلقاء القبض عليه .

و خرج مئة
فارس إلى محلة كندة حيث لجأ مسلم هناك  كانت الأرض تهتز تحت حوافر الخيل سمع مسلم أصوات الخيول ، وعرف بأنهم قد عرفوا مكانه ، فأخذ سيفه ، و نهض مثل الأسد .

اقتحم الجنود المنزل و لكن مسلم هجم عليهم و أخرجهم بالقوة و أصبح الزقاق ساحة للمعركة .

لم يصمد له أحد و تمكن مسلم من قتل الكثير من أولئك المجرمين  بعث قائدهم ابن الأشعث إلى الحاكم يطلب منه الإمدادات  تعجب ابن زیاد و صرخ بغيظ :

- إنه رجل واحد.
فأجاب ابن الأشعث :
- أتظن بأنك أرسلتني إلى بقال من بقالي الكوفة ، إنه سيف من سيوف محمد (صلی الله عليه و آله ) .

و تذكر الناس وهم يشاهدون مسلم يقاتل ببسالة ، تذكروا علي بن أبي طالب ، ذلك الرجل الشجاع ، و بطل الإسلام ... الذي لا يخاف أحدا إلا الله .

كان مسلم يواصل القتال و المقاومة ...
و كانت جراحه تترف دما .

صعد بعض الجنود إلى سطوح المنازل ، و راحوا يرمونه بالحجارة .  و يشعلون حزم القصب بالنار ، و يقذفونه بها ...
ومع كل ذلك كان و يقاوم.

كان مسلم يقاتل بحماس عجيب ، و كان يهتف في هجومه على و العدو الغادر :
و أقسمت ألا أقتل إلا حراً ...

شعر مسلم بالإعياء و قد نزفت من جراحه الدماء ... فاستند إلى الجدار ليستريح قليلا ... فانتهز العدو المجرم الفرصة ، و أطلق عليه  عشرات السهام ، و عشرات الحجارة ... و مشاعل النار ... و هوی و مسلم على الأرض .

و هجموا عليه كالذئاب المتوحشة و انتزعوا سيفه ... فبكى ... 💔

بکی مسلم لأنه لم يعد يستطيع القتال كان قد أقسم على المقاومة حتى الموت و لكن نزيف الدماء جعله يشعر بالدوار ، و لم يعد يستطيع الوقوف على قدميه .

مُسلم ابن عقيل سفير الحرية🕊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن