الفصل الثالث

98 4 0
                                    

الفصل الثالث

بعد قليل**

" رجاء يا عصام أنا رؤى".

قارب صوتها الخاضع يحمل الذنب في مرفأ الغفران يتمنى أن ينال التصريح للمرور .. لكن لابد لها من نيل عقابها عندما هتف زوج أختها المستقبلي :" نعم ماذا تريدين بالضبط ؟!!.. هل هناك وشاية جديدة تريدين توصيلها لعائلتي حتى تفسدي بيننا أكثر ؟!!".

حركت رأسها رفضاً.. تكاد تسقط من صلابتها .. .. تسند ظهرها على الجدار الخلفي للرواق حيث غرفة أمها .. هامسة بإرهاق معذب:" لا .. يا عصام .. لم يعد هناك وشايات .. فقط اتمنى أن أعرف .. هل مازلت تحب منال فعلاً؟!!.. أم أن تمسكك بها هو لمجرد انتقام ورد كبرياء".

كم تمنت أن تكون أمامه هذه اللحظة لتشاهد التغيرات على ملامحه .. حتى تصدق ما يقوله لها .. فلم ترى حاجبيه اللذان تباعدا عن بعضهما بسبب الصدمة القوية .. وعدم التصديق الذي نام في البداية داخل عينيه ثم انتفض ساحباً نفسه ليجتمع في بؤرة صغيرة مظلمة ضيقة سامحاً لنظرة الحب بالتفجر ، فتملأ المساحة الملونة داخل عينه بدكنة عميقة .. ثم بدأ صوته يقطر بهدوء :" حتى لو كانت هذه وشاية جديدة تريدين بها الإسراع بإنهاء ما بيني وبين منال .. سأجيبك على سؤالك .. ربما لأن هذا آخر أمل لقلبي فالحكم بيننا سيطلقه القاضي في الجلسة القادمة ".

تنهد ببطء مرسلاً ما في داخل رئتيه من هواء حار مملوء بالغضب والفشل .. ثم بهدوء حارق لأعصابها :" لا مجال للإنتقام بيني وبين منال .. لو أردت أن أنتقم سيكون منكِ أنتِ .. ولكن لانتقم منكِ لابد لي من جرح منال .. منال قلبها لدي هو أغلى منكِ بكثير .. لم احاول الوصول إليكِ لأني احب منال .. منال حبها يكفيني .. تمسكي بها حب بل هو توحد .. ولو طلقنا القاضي .. سأسعى لها لأتزوجها مرة أخرى لأنها منال ".

تريد القفز سعادة بعد هذا التصريح .. فلم تجد غير بتر كل شيء وإطلاق العنان لصوتها :" أمي مريضة جداً في المشفى ***.. غرفة رقم ***.. نحن هناك معها .. منال رفيقة لها ".

اغلقت الهاتف وكأنها تعلن له أنها تنتظره .. ظل يحدق بالهاتف في يده .. لا يصدق أن نفس الشخص الذي جعل أهله يتحولون من جانب التأييد لزيجته إلى جانب العداوة والغضب لمجرد معرفتهم أن أبو منال كان متزوج براقصة وأنجب منها من سيجعلها في احتكاك دائم العمر كله .. فصلة الدم لا يمحيها الخلاف .. لم يعد هاماً له من ابلغه عليه الهرولة إليها قبل أن يطلق القاضي في آخر جلسة حكمه الفاصل بينهما .. تحرك من خلف مقعده يهرع نحو الخارج بعد ان إلتقط مفاتيح سيارته وسترته المعلقة على أحد المقاعد .. خرج من غرفته له وجهة واحدة منال القلب .. كاد يصطدم بأمه التي تحمل طبقاً كبيراً تريد الوصول به سالما لمنضدة الطعام .. شهقت منتفضة :" عصام ستوقع الطعام ".

تفاداها برشاقته وخرج متجاهلاً سؤالها :" لأين بهذه السرعة ".

لم تجد غير أن ترفع كتفيها بلا مبالاة ثم تسقطهما منادية :" هيا أبا عصام الطعام ".

واكتملت [الجزء الخامس من سلسلة فراء ناعم ][ الليلة فصل جديد ]Où les histoires vivent. Découvrez maintenant