الفصل الخامس

155 3 0
                                    

االخامس

رسالتي الأخيرة

سأظل

مفاخر .. مهاجر

خلف سراباً يضنيني

يعلق عمري وسنيني

بقيد حنين واهن يشقيني

أسير آسيراً للعشق والهوى

فلكل زمان مجنونه

ولعهد الحب مفتونه

مسلوب الإرادة عن وطني ويقيني

بعشق درب الهوى

خلف عشق لن يشفيني

على لسان أشرف

إيمان عمر

الفصل الخامس

الحنين المستبد بها للأيام الخالية من ظله جعل كل مما يحيط بها عنوان أصيل للملل.. آه يا فريدة هل جعل وجوده الحنين يستيقظ داخل قلبك ..أم تخشين الفضح .. تخشي النظرات التي قد تصبح كلاماً مشفراً قد تستطيع فتياتها فك الشفرات الخاصة به .. لو قرر العودة خاصة لم تمنحه فرصة للمعرفة عنها.. أو للمعلومات عنه..الحنين يركض نحو قلبها مقتحماً بسرعة بلا إستئذان .. يجوب في عقلها الشارد .. ينبش عن ذكرى قديمة قدم أوجاعها..

دلفت عليها امرأة سمراء الشعر ذات جسد عارم التفاصيل لكنه ممشوق .. منحوت كتمثال مرمري.. تتمايل بطريقة من أعتاد الإغراء.. بدت لها في صورة جيدة نوعاً ما .. لكن كلامها خالف الصورة فقد أخبرها حوارها أنها ليست على هذا القدر من الأهمية .. خاصة عندما بدأت تفرقع العلكة داخل فمها بطريقة وجدتها مستفزة :" أنت فريدة عبد السلام زوجة الأستاذ جميل المعداوي؟!".

صرخت بها بعد لحظات صامتة كانت قد تخطت حد حلمها المهذب عندما دلفت تلك السيدة خطوات داخل استقبال منزلها تدور حولها تناظرها من أعلى لأسفل بطريقة شعرت معها بالإهانة :" نعم هي .. من أنتِ ؟!!.. وماذا تريدين ؟!!".

تحركت داخل ثوبها الضيق الذي يحتضن كل منحنياتها ويبرزها بوضع من تريد إظهاره هكذا .. تحت أنظار البشر جميعهم.. اقتربت من فريدة تمد اصبعيها السبابة والإبهام تمسك بخصلة من شعرها تجذبها بعيداً تمررها بين إصبعيها بإختبار نعومة :" أنا هنا من أجلك أنت ِ!!.. صدقاً أنت سيدة .. هانم كما ذكروا عنك؟!!.. لكنك لا رائحة لكِ حقاً.. كما قالوا عنك أيضاً".

اندفعت فريدة للخلف بعيداً عن مرمى يدها لا تريد أن تمسها حتى فقد بغضتها من أول وهلة .. القصة لها صارت سخيفة :" من هؤلاء؟!!.. لو لم تذكري هويتك ؟!!.. أخرجي من منزلي".

رفعت السيدة الغربية كفها تحرك أصابعها بتلويحة غريبة .. ثم ذكرت لها :" أشرف عز الدين حكى لي عنك ذات يوم .. ذات يوم جعلني أعتقد أن الله رضي عني بوجوده .. وقتها فقط علمت معنى أن أكون محترمة .. يوم تزوجني وعاد بي لمنزله .. لكن وقتها لم يكن مدرك ما يفعل .. كان ميت ويبحث عن قبر يدفن فيه نفسه .. كنت القبر الذي أختاره لنفسه .. فقير أكثر من فقري .. وحتى قلبه تسكنه أخرى .. لكن اليوم حضرت لك أعلن انتصاري عليكي .. هزمتك كما هزمتيني ".

واكتملت [الجزء الخامس من سلسلة فراء ناعم ][ الليلة فصل جديد ]Where stories live. Discover now