أفما آن الأوان، لتبدأي البنيان ؟!🌸

70 18 1
                                    




تالله إنّ يوم إتمام حفظ القرآن ليومٌ مهيبٌ جدًّا..

في البدايةِ لن تُصدّقي أنّك قد جمعتي في صدرك ثلاثين نورًا، تستقرُّ في قلبك، فيضخّها إلى دمك، وتسري في عرُوقك فيحيا بها جسدك..

ستبكي كثيرًا، تارة لفرط دهشتك، وتارةً لفرط سعادتك، وتارةً لخوفك من عدم القدرة على حمل هذا الشّرف العظيم وهذه المسؤولية الكبرى..

حين ستقرأب آخر آية ستسري قشعريرة في جسدك، وسيُصبّ النّور في قلبك، وستتفجر ينابيع الدمع في عينيك، وستعيش لحظة من السعادة لعمري ما عشت ولن تعيشي مثلها...

ثم ستسجدُي لله من ثقل ما ستشعري به، وكلّما تذكّرتي أنّك قد أتممتيه ستُدهشي باستشعارك لعظيم فضل الله عليك فتبكي من ثقل الشعور..

مهمّتك الأصعبُ ستبدأ بعدما تُنهيه وليس أثناء حفظه، مهمتك هي أن تعملي بما حفظتي، وأن تُجاهدي لأن تكون قُدوة حسنة ومثالا يُحتذى به، وأن تُرشدي التائه وتكون سقاء القلوب الجدباء، وأن تنقلي عظم هذه الأمانة إلى قلوب البعيدين، فنقرّبهم من القرآن حتّى يكونوا من أهله، مهمّتك بعد إتمام حفظه هي أن تكون قرآنا يمشي على الأرض حالًا ومقالًا، قلبًا وقالبًا..

أفما آن الأوان، لتبدأي البنيان ؟!🌸

 🌸 السابقات إلى الجنة 🌸..(الجزء1)Where stories live. Discover now