الفصل السابع والعشرين

90.4K 5.4K 517
                                    


تقول امرأة " كان زوجي مسافرًا فعلم بوفاة أبي وأمي في حادث مروري فعاد ، وصل بعد أن عزاني الجميع و ما كنت أفتقد سواه وحين بكيت على كتفه همس لي" البقاء للَّه " لكن .. كنا ثلاث نحبك أكثر من ذوات أنفسنا ، رحل إثنان وبقى لكِ الحي الذي لا يموت و أنـا ، و كل دعائي الآن ألا تُسمي نفسك أبدًا يتيمة حتى لو بينك وبين نفسك ، فـ أنا أبـاك وأمك و إن لم استحق سأحاول حتى افنىٰ .
تقول: فهمست في قلبي إنـَّا للَّه وإنـَّا إليه راجعون ، و قلت رضيت بك سندًا واتزانًـا و رضيت بكتفك الذي لا يخون.♥"

صلواعليه ما استضاء بنوره
الكون في المعراج والإسراء
صلوا عليه ماتلألأ كوكب
يجلو الظلام بنوره الوضاء.🌕





نظر سامر امامه بعيون حمراء من كثرة البكاء ثم اخذ أنفاسه بهدوء حاول استدعائه ليتمالك نفسه امامها ثم مسح دموعه وارجع رأسه للمقعد للخلف وتحدث بهدوء مخيف / عايز اعرف كل حاجه حصلت
نظرت له رضا بفزع وهزت رأسها برفض لاتريد تذكر تلك اللحظات رغم عدم نسيانها لها ولو لثواني ولكن لا تريد ان تقصها علي احد لا تريد فتح جروح جاهدت لغلقها
تحدث سامر وهو ينظر لها / احكي يا رضا كل اللي حصل
رضا بشرود /بدور
نظر لها سامر بعدم فهم فاكملت هي ببسمة حزينه / اسمي الحقيقي بدور مش رضا
صدم سامر كيف ذلك فهو رأي بطاقتها بنفسه علمت رضا ما يفكر به فضحكت / لا دي انا خليت واحد يضربها ليا وانت ماخدتش بالك مش عارفه ازاي الصراحه
ابتسم سامر وهو يتذكر اول لقاء لم ينظر لبطاقتها جيدا بقدر ما نظر لوجهها لذا لم يلاحظ ان تلك البطاقة ( مضروبه) كما تقول
اكملت رضا وهي تنظر للأمام بوجع/ اسمي بدور ابويا اول ما اتولدت كان نفسه في ولد عشان يقولوا ان الحاج ابراهيم ابو النخيل خلفته كلها ولاد بس جيت انا بقي وخيبت أمله بعد ثلاث صبيان جاب بنت،،، المفروض يحبها ويدلعها بس حصل العكس بقي يذلها ويهينها وكأن ده ذنبها وانها هي اللي اختارت تيجي بنت علي الحياة دي عيشت حياتي معاهم في جحيم تحكمات واوامر في كل حاجه
صمتت وهي تبكي اكثر / حتي لما خلاني اسيب التعليم وافقت خوفا من انه يضربني
فتح سامر عينه بشدة فضحكت هي بسخريه / آه منا نسيت اقولك ان كل همسه مني بعلقه موت كان يجيب الكرباج بتاع المواشي ويعلم بيه علي جسمي علمني القسوه من صغري وللحقيقه انا شاكره ليه جدا لاني مكنتش هعرف اعيش لوحدي هنا أبدا لولا قسوته اللي زرعها فيا وخلتني عندي حساسيه من اي راجل يقرب خطوة زياده غير اللي انا بسمح بيها كنت بضرب اي راجل يقرب وافرغ فيه غضبي وكأني بنتقم منه هو كنت بشوفه في كل الرجاله بشوفه وهو بيشدني ويضربني لحد ما اتعب وبعدين اعتدي عليا
علم سامر انها تتحدث عن مغتصبها وليس والدها آلمه قلبه بشده بسبب حديثها ذلك
اكملت هي بألم / امي هي اللي قالتلي اروح اجيب طلبات عشان اجهز اكل اخويا الصغير لانه كان لسه راجع من جامعته أصله متعلم هو اخواتي كلهم خرجت وكان الجو بدأ يتأخر ومن عادة البلد عندنا انه من بعد المغرب تلاقي كله دخل بيته وقفل عليه روحت اجيب الطلبات عشان اجهز الاكل لاخويا وانا راجعه حسيت بحد بيمشي ورايا خفت ومبصتش وسرعت المشي وشويه شويه لقيت نفسي بجري وصوت الخطوات بيزيد آوي ورايا حسيت كأني روحي هتخرج عيشت اسوء لحظات ممكن اعيشها في حياتي وعرفت وقتها ان مش اسوء لحظه هي الذبح لا اسوء لحظه هي الخوف اللي بيكون جواك وان بتحاول تهرب من الذبح ده شعور مرعب آوي وده اللي كنت حاسه بيه وانا بجري منه ومش شايفه قدامي من الضلمه ومره واحده لقيت ايد بتتمد تمسكني فصرخت برعب وللأسف صرختي ما خرجتش لانه حط ايده علي بقي ومقدرتش اتنفس حتي حسيت بيه بيشدني لورا فقعدت اصرخ واحاول أفلت منه بس معرفتش لغايه ما دخلني زريبه كانت جنبنا و...... وسمعت وقتها صوته وعرفته وهيكون مين غيره اللي عنده جرأة يعتدي علي بنات الناس وهو عارف ان ابوه هيحميه
ثم نظرت بشر وهي تهمس باسمه بكل تقزز / صابر ابن العمدة اللي من ساعة ما رجع من بلاد بره وهو مش راحم حد من فسادة شوفت نظرته ليا اللي بتكون في عيون الجزار قبل ما يدبح اللي قدامه وقتها اتمنيت لو ربنا ياخد أمانته ولا اني اعيش الحظه دي
علت شهقاتها اكثر / بس للاسف ربك كان كاتب اعيش واشوف اللي بيحصل بعيني واعيش كل لحظه وانا حساها سنه واعيش ذل ومهانة عمري كل هنساها
بكت اكثر واكثر حتي أصبح خروج أنفاسها صعب جدا تحدثت ببكاء عنيف / وبعد ما خلص سابني مرمية في الزريبه زي الحيوانات وبصلي بضحكه ومشي وانا محستش بنفسي غير وانا بسمع صويت وصوت عالي جنبي فتحت عيني لقيت ناس كتير متجمعه وبتتفرج بدل ما يحاولوا يغطوني لا كانوا بيبصولي بصات اتهام شويه ولقيت بابا داخل وهو وشه احمر ومتعصب وفجأه بدل ما يخدني في حضنه ويقولي انه هيندم اللي عمل في بنته كده قام نزل فيا ضرب قدام الكل وهو بيشتمني ويقولي هقتلك وادفن عاري والكل بيتفرج حتي اخواتي لولا سمير اخويا الوسطاني أتدخل كان ابويا قتلني أخدني سمير من ايده بالعافيه وبعدين لبسني الجاكت بتاعه واخدني للبيت وانا شايفه عجزه ان يدافع عن اخته سمير دايما كان احن واحد عليا الوحيد اللي كنت بحسه سندي أخدني لاوضتي وكشف عليا واتأكد ان فعلا اللي كان شاكك فيه صح قعد يعيط زي العيل الصغير وهو وبيقولي سامحيني انا اسف مكنتش جمبك معرفتش احميكي
نظرت رضا لسامر من بين دموعها وهي تتحدث ببسمه / تعرف وقتها كان نفسي اضحك باعلي صوت والله ان المفروض بابا هو اللي يقول الكلام ده بس محصلش
سمعت صوت بابا بره وهو بيزعق ويصرخ وينادي علي سمير ويقوله ها يا دكتور اختك لوثت شرفنا ولا لا وقعد يقول كلام انا من صدمتي معرفتش استوعبه
لقيت سمير بيبصلي نظره غريبه وبعدها راح فتح الباب واتكلم وقاله اختي سلميه ومحصلاش حاجه واللي حصل ده محاولة اغتصاب وقتها بابا قعد يضحك ويقوله محاوله ايه يا خويا... اغتصاب اقطع دراعي اما كانش بمزاجها بنت ال *** بس العيب مش عليها العيب عليا اني سايبها تتسرمح كنت المفروض اكسر رجليها عشان متهوبش بره وفجأه لقيته بيجري عليا وهو بيشدني من شعري ويصرخ بيا ويقولي مين اللي عمل فيكي كده انطقي كنتي بتتسرمحي مع مين يا ***** قعدت اعيط واحلفله اني معملتش حاجه بس مصدقنيش ولما قولتله ان ابن العمده هو اللي عمل كده زود الضرب فيا وهو بيقولي انتي بتخرفي تقولي ايه عايزه توقعيني مع العمدة وابنه يابنت الك** انا هوريكي بعدها طلع وطلع الكل حتي سمير اللي اترجاه يسيبه معايا بس مرضيش وفضل حابسني يومين .... يومين عايشه علي شويه اكل ميأكلوش كتكوت حتي لحد في يوم بليل دخل عليا سمير وهو بيصحيني ويديني شويه فلوس وماسك شنطة وبصلي وقالي وهو بيعيط يمكن معرفتش انقذك بس لا يمكن ارميكي بأيدي للكلب ده بعدها عرفت ان بابا راح للعمده وعمل مشكله فالعمدة اجبر صابر ان يتقدملي عشان ميعملش مشاكل ليه في البلد ويقول انه من شهامته بيستر عليا ويبان البطل عطاني سمير شنطه لبس من عنده وفلوسه كلها اللي كان محوشها من شغله بعيد عن بابا وعطاني تذكره قطر وعطاني عنوان شقه هنا كانت بتاعته ايام التكليف لما جه المستشفي اللي قريبة من الحارة وقالي امشي ومترجعيش هنا خالص وفعلا ما صدقت اني اهرب من الجحيم ده وخرجت من البيت ومحدش واخد باله وروحت محطة القطر وركبته وانا سايبه ورايا عيلة عمرها ما حسستني بالحنان وبلد عمرها ما حسستني بالدفي وجيت هنا ووقتها حمدت ربنا ان سمير عطاني لبس ولد و لقيت رسالة منه أن اهل الحاره دي جدعان آه بس فيهم شوية بلطجيه وقالي متخليش حد يجي عليكي تاني ادفني البنت اللي انظلمت يا بدور وعيشي من غير ما تخافي حد وفعلا عملت كده واول حاجه اجرت بالفلوس اللي معايا الورشه اللي بشتغل فيها رغم اني معرفش حاجه بس الحاجه الوحيده اللي لقيت اجارها يكفي فلوسي اتعلمت كل حاجه بنفسي وثبت نفسي في الحارة وعملت اسمي اللي يهز اجدع شنب ودفنت بدور الضعيفه وعملت بطاقه باسم رضا لانه ينفع بنت وولد وعيشت رضا لحد ما قابلتك حسيت ان بدور بدأت تصحي وتطالب بحقها انها تخرج للناس بس انا خايفه اخرجها واتضعف تآني
صمتت طويلا وهي تتنفس بهدوء بعدما انهت حكايتها ونظرت له كانت ملامحه جامده بشكل مخيف سرعان ما ابتسم بحنان وتحدث / وانا هخلي بدور تحس بالأمان يارضا سيبي بدور تطلع ومتخليهاش تخاف لاني انا هحميها بروحي
صمت قليلا ثم تحدث / بدور تتجوزيني
نظرت له رضا بصدمه وهمست / بعد كل الل...
قاطعها سامر ببسمه / كل ايه هو حصل حاجه يعني
صمتت رضا وهي لا تفهم ماذا يقول فجأه وجدته ينطلق بالسياره ثم توقف بها امام منزلهم وتحدث ببسمه / قريب هجيب اهلي واجيلك يا بدور وهعوضك عن أي حزن صدقيني
نظرت له رضا بدموع وهي لا تصدق ما يقوله فتحدث هو ببسمه / اطلعي ارتاحي دلوقتي شكلك تعبان اوي
هزت رضا رأسها بموافقه لتهرب من نظراته التي تقتلها ولكن قبل أن تخرج سمعت صوته المخيف الذي يناقض صوته منذ قليل وهو يقول / بدور..... بلاش تفتحي الورشه بكره ماشي؟
هزت رأسها دون أن تستدير ثم خرجت من السياره واتجهت لبيتها وعي لا تصدق ما مرت به اليوم
بينما ابعد سامر نظره من عليها وانطلق لمنزله بهدوء شديد  ثم صعد لغرفته دون أن يتحدث لاحد وارتمي علي فراشه وهو يغمض عينه بتعب شديد ولكن كانت هناك بسمة غريبه مرتسمه علي فمه وهو يهمس / صابر......






عودة الفراعنة (عشق تخطي الزمان) لعنة الفراعنة الجزء الثاني ( جاري تعديل السرد ) Where stories live. Discover now