#18

166 27 142
                                    

"آن، آن أَفيقي، اصمُدي آن سأُنقِذُكِ"
قالَت سويون تُحاوِلُ إفاقَة المَغشيّ عليها بِلا حولٍ ولا قوة، كانَت حرارَتُها مُرتَفِعة وتتصَبَّبُ عرقاً وتنفُّسها صعب، حملَتها الأخري إلي السَّيارة بِسُرعة لِتَهرَعَ بِها إلي المُستَشفي

_____________

في العِناية المُركَّزة كانَ هُناكَ فتاةٌ نائِمة مُحاطة بالأجهزة الطبّية وأُخري مُمسِكةٌ بِيَدها تَبكي بِحُرقة علي صديقة عُمرِها تَدعو لَها بالشّفاء

"آن، آن أعِدُك ستَكونِينَ بِخير، اصمُدي فَقَط"
قالَت تَشهَق بِحنق بينَما اكتسي أنفَها وعينيها الأحمِرار أثَرَ البُكاء المُتواصِل قرابةَ الساعَتين، أحسَّت بِصُداع لِتُمسِكَ رأسها وتتنهَّد، نَهضت تتَّجِهُ لِلمُمرّضة

"مِن فَضلِكِ أُريدُ دواءً للصُداع"

"تفضَّلي"

"شُكراً"
قالَت بانحِنائة لِتَعود لِغرفَةِ آن، وليتَها تَعلَمُ أنَّ دخولها
سيُسبِّبُ لَها أقوي صَدمةٍ تَلقَّتها بِحياتِها

____________

ملابِسُ سوداء وبِكاءٌ وشهقاتٌ عالِية ملأت المَكان، لَم يَحضُرِ الكَثير نِسبَةً لِمعارِفِ المُتوفَّاة المَحدودين، صورةٌ لِفتاةٍ جَميلة فَوقَ صُندوقٍ خَشبي مَع باقاتٍ مُن أزهارِها المُفضَّلة ونَحيبٌ يَدُلُّ علي صِدقِ حُبّهم

"ماتت آن يا أُمي، ماتت"
كانَت سويون تَحتَضِنُ أُمها تَبكي بِحُرقة علي صديقة عُمرِها، اكتَفت الأُم بالتَربيت علي ابنَتِها تَبكي بِصَمت

"آن، سأشتاقُ لَكي"
صارعت تشو شهقاتِها لِإكمالِ جُملَتِها

"آن، حتي وإن رَحلتي سَتبقين ذِكري مُخلَّدة هنا، في قلبي، سأظلُّ أُحِبُّكِ طوالَ حياتى يا ألماسَتي المُشعَّة، ستظلّينَ حبيبَتي، لا، لم ولن أنساكي، افتَقدتُكِ بالفعل"
قال جين يَبكي بِصَمت أمامَ صورَةِ حبيبَتِه المَيّتة

"أأدعوكِ بنونا؟ إذا دعوتُكِ بِذلك، هل سَتجرينَ ورائي كالمُختلَّة تَنعَتينني بِأسوء الألقاب؟ أرجوك آن قِفي واضرِبيني علي رأسي وحذّريني مِن مُناداتِكِ بنونا، لِمَ لا تَقِفينَ آن فلتَرُدِّ علي!"
أنهي تايهيونغ كلِماتِه بِصُراخ، مِسكينٌ لازال لا يُصدّقُ حقيقة مُفارقةِ صَديقَتِه العَزيزة الحياة

صلوا لها جميعاً وسألوا الرَّب العَفو والمَغفِرة لها، وأتعلَمونَ ماذا؟ السَيّدُ جونغ لَم يَأتِ جنازَةَ ابنَته الوَحيدة، حتي بَعدَ عِلمِهِ بِما جَري لَها، من قَد يتوَقَّعُ ذلِك

_____________

"مرَّ ثلاثةُ أعوامٍ آن، اشتَقتُ لَكِ يا صَديقَتِي، لَقد رَحلتِ مُبكِّراً وبِلا وَداع، أتظُننينَ أن هذا سَهلٌ عَلينا؟ نسيانُ صَديقَتِنا الغالِية، كُنتِ غالِيةٌ علي هذا العالَم، ياللعار"
نَبسَت سويون بِحَنق بَين دُموعها الصَّامِتة

دَخلَت والِدتُها الغُرفة لِتتوَجَّه إليها وتَحتضِنَها دونَ النَّبسِ بِحَرف، هي تَعرِفُ حَجم المأساة التي تَمُرُّ بِها ابنَتُها وأصدِقائها في هذا اليَوم مِن كِلِّ عام

"اشتَقتُ لَها يا أُمي، لِمَ هي وليسَ أنا لِمَ؟"

"ششش اهدَئي عزيزَتي، هي بِمكانٍ أفضل الآن، ألم تُخبِريني أنها كانَت تُعاني مِن مشاكِلَ كثيرة بِحياتِها، هي مُرتاحةٌ الآن"

"إذا عَرِفَت أنني مُصابةٌ بالسَرطان كان سيؤلِمُها هذا كَثيراً"

"بالظبط عَزيزَتي هذه حِكمَةُ الإله، لا تَبكي"

"سأَذهَبُ مَع أصدِقائي لِزيارةِ قَبرِها"

"فلتَذهبي، أوصِلي إليها سلامي"

"كانَت تُحِبُّكِ كَثيراً"

"وأنا أيضاً يا ابنَتي، هيا حتي لا تتأخَّري"

"حسناً"

________________

وَصلَت ولَم تتفاجأ مِن وجودِ أربعةِ أشخاص واقِفينَ مكانَ قَبرِ مَن اشتاقت لها حد المَوت

ابتَسمت لهُم بِتَعب لِتَضَع باقة الأزهار المُفضَّلة لِمَن تَحت تِلكَ التُّربة
"أعلَمُ أنَّكِ تُحبِِينَها"

استَقامت مرةً أُخري لِتَبدأ الدُّعاء لَها بينَما تَبكي بِصمت، حالُهم لَم تَختَلِف عَنها كَثيراً

"جين، هل اشتَقتَ لَها؟"
قالَت بِنبرة مَهزوزَة لِبُكائِها لِيومِأَ لَها ودُموعُهُ لا تَأبي التَّوقُف

"حتي بَعد حُصولي علي حَبيبةٍ جَديدة، لازِلتُ أشعُر بالذَّنب لِفعلِ ذَلِك، لازِلتُ أُحِبُّها"

"لا تَقُل ذَلِك، كانَت هَذِه رَغبتها، طَلبت مِنكَ الحُصول علي حَبيبة بَعدما تَموت، كانَت تَشعُرُ أن شيئاً ما سَيحدُث، لا تَجعَلها مُستاءة"

"لا أعلَمُ سويون، أتمَنّي الإنسِجام مَع الوَضعِ الجَديد، اشتَقتُ لَها"

"كلنا نَفعلُ جين"
قالَ تايهيونغ واضِعاً يَدَهُ علي كَتِفِ جين يُواسيه، هو يَعلَمُ مِقدارَ حُبّهِ لَها

"نَعَم جين، لقَد كانَت رائعة، كانَت تُساعِدُني دائماً وَلم تَخذُلني يَوماً، لَكِن ما عَسانا أن أفعَل، الحياةُ لَيست عادِلة"
قالَت تشو تَمسَحُ دُموعَها بِحنق

نَظرَ تايهيونغ لِجيمين
"وأنتَ جيمين ألم تَشتق لها؟"

"لا يُمكِنُني التَّعبير عَن مَدي اشتِياقي لَها، فَلترقُدي بِسلامٍ صَديقَتي"
قالَ جيمين بينَما عينيه لَم تتزَحزَح عَن قَبرِها ودُموعَه تَسقُط بِحُرقة

انتَهوا وودَّعوها لِيُغادِرَ كلٌ مِنهُم لِمَنزِله للحُصول علي قِسطٍ مِن الراحة بَعد هذا اليَومِ الصَّعب، وجودُ أصدِقاءٍ يُحبُّونك لِهذا القَدر لأمرٌ جَميل، لَقد كانوا الشُعلة الوَحيدة المُضيئة وَسَطَ عَتمَةِ حياتِها

________________

رأيكم؟

هو البارت ده كان لسويون في الحاضر بس كانت بتفتكر آن عشان دي ذكري وفاتها، فاهمين حاجة؟

وتشو وتاي كانوا فالحاضر مش flash back

Stay safe

مائة طَريقة لِقول أُحبُّك | JHSDär berättelser lever. Upptäck nu