الـفـصـل الـسـادس ¦ اسـتـغـاثـة

113 26 32
                                    

تصنم لوكا على كرسيه يُلقي بجميع كلمات السباب على كين بينما الجميع يراقب لوكا مُنتظرًا منه أي ردة فعل.

«هيا يا صاح لا تكن جبانًا هكذا» حثه كين على المجيء لكن لوك فضّل ألا ينطر له بتاتًا كأنه لا يتحدث.
حمحم كين بإحراج قبل أن ينزل من على خشبة المسرح متوجهًا نحو لوكا

«أعتذر سيداتي سادتي هو خجول بعض الشيء، هيا لوك، هيا صديقي أنت لها» قالها في مكبر الصوت بينما يجذب ذراعه بقوة كي يُبعده عن كرسيه الذي بات مُلتصقًا به.

قطب كين حاجبيه وأشار للوكا بعينيه كي ينهض لكن لوكا قد غرس أظافره بالطاولة كهرة خائفة.

«اتركني» همس لوك بحنق قبل أن يجذبه كين أقوى لتنجح وأخيرًا محاولته في إبعاده عن كرسيه.

مشى كين بضع خطوات بينما لوكا يحاول التملص من قبضته التي تُجبره على إتباع مسار كين لكن بلا جدوى.

«كين ما اللعنة التي تفعلها؟!»

«ها هو نجم الليلة الخجول سادتي فلترحبوا به» صاح كين بحماس.

دوَت انفجارات التصفيق وصيحات التشجيع حتى كادت تُزَلزِل أساس ذلك الفندق الفخم.

لم تَفلح محاولات لوكا الكثيرة للتملُّص من كين، أُطلِق سراح الرُعب بين جوانحه آمِرًا قلبه بزيادة سرعة خفقانه وجاعِلًا من لوكا كُتلة مُرتَجِفة كمن جلس يُشاهد لحظاته الأخيرة التي سيلقي بها حتفه.

وصل لوكا لخشبة المسرح، أغمض عينيه بينما حاول عقله استرجاع مشهدًا من مشاهد البحر التي حُفِرَت في ذاكرته حتى نجح بالفعل فبدأ في محاولة استرجاع صوت البحر الذي لطالما أطرب أذنيه المُتعطّشين للراحة وقد نجح بالفعل وساعده على ذلك هدوء الجمهور.

يقف لوكا، بهيكل إله إغريقي مُغمَض العينين، شرعت أنامله في الحركة ببطء حتى لامست أوتار جيتاره المُحاوَط بأذرع الآلهة خاصته.

ابتعدت شفتاه عن بعضهما قليلًا بعدما قد طال التصاقهما مُطلقين سراح تلك اللآلئ وليدة حنجرته الساحِرة، يُصاحبها تلك النغمات الصادِرة من جيتاره مُكونين لوحة فنية ثلاثية الأبعاد اتسعت الأعين لها دهشةً وهيام.

يرمقه الجميع بإعجاب فاق الحدود، كيف له أن يكون بتلك الروعة والجاذبية؟ كيف لخجولٍ مُنطوٍ مثله أن يحمل ذلك الكمّ من السحر بين طيَّاته؟
كيف لبسيطِ مثله أن يأسر قلوب اعتادت الترف حتى بدا لها النادر روتيني؟

كم هو مُبهم شعور أن الأغنية بألحانها شخص يُراقصك ويميل بك يمينًا ويسارًا مُخلفًا لك مشاعر متشابكة من البهجة وبالطبع هذا الشعور المُقدس الذي لم تجد له اسم حتى الآن، لكنه ساحر.

أخذ الأحباء يراقصون حبيباتهن والفتيات المُرهفات تدمع أعينهن من طلاقة مشاعره، كيف لصوت أن يمتلك جميع تلك المشاعر بين طياته، إنه كالسحر.

Mer ¦ مـيـرUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum