~
2020\فبراير\14
كانت الساعة تُشير للسادسة مساءً عندما انتهى الاجتماع.
لهذه المرة أخذ الاجتماع وقتاً طويلاً, وذلك أزعجني لحدٍ ما, فقد كنتُ أخطط أن أعود باكراً حتى أذهب لآيرين وأقضي بقية اليوم معه.
لكن كل خططي تدّمرت. تنهدتُ بضيق وأنا أفتح باب مكتبي, التقطتُ معطفي الموضوع فوق أحد الكراسي المقابلة للمكتب وارتديته,ثم أخرجتُ هاتفي من جيبي واتصلتُ على رقم آيرين, يجب عليّ أن أرى إن كان متفرّغاً حقاً, المدرسة لهذه الأيام تُبقيه مشغولاً عني.
بأقل من دقيقة أجاب بنبرة مبتهجة:
_مرحباً!
_أهلاً, لتوّي انتهيتُ من العمل, هل لا بأس إن أتيتُ وقضيتُ الليلة عندك؟
_لا بأس؟ أتمزح؟ إنني أنتظر قدومك!
ابتسمتُ تلقائياً وأنا أمسك وشاحي الرمادي من فوق الكرسي. كنتُ أعلم مسبقاً أنه سيجيب بشيء مثل هذا, لكن سماعه أمرٌ آخر تماماً, أردف مجدداً وقد كانت الابتسامة واضحة بصوته:
_يجب عليك أن تسرع, لقد أحضرتُ صندوق هداياي اليوم وأريد أن أفتحها بوجودك!
قطبتُ حاجبيّ وأنا ألتقط مفاتيح سيارتي واتجه للباب. كنّا قد اتفقنا مسبقاً على عدم تبادل الهدايا, ليس لشيء سوى لكون هذ الأمر غير ضروري حقاً, قلتُ بتعجّب:
_ما هذا؟
_الهدايا التي أهداني إياها طلّابيّ, إذا كنتَ لا تعلم عشيقك هنا أستاذٌ محبوبٌ جداً, لذا لا تستغرب الأمر, إنني أستلم هدايا كل عام.
كان هنالك لمحة من الاستمتاع بنبرة صوته, يحاول إغاضتي بكلامه, ويالها من محاولة فاشلة, أغلقتُ باب المكتب خلفي قائلاً بضجر:
_من الجيد استقبال هدايا من الطلبة, لكن لا ترفع آمالهم بينما أنت مرتبطٌ بالفعل.
_آوه لا تقلق بشأن هذا, إنهم بالفعل يعلمون أنني مرتبط برجلٍ وسيم.
مالت شفتيّ لابتسامة جانبية:
_هل أخبرتَ طلّابك أنك مرتبط؟
_آه لم أفعل, إحدى الطالبات رأت بالصدفة خلفية هاتفي وأجزمت فوراً أن الشخص الموجود بالخلفية هو عشيقي.
توقفتُ للحظة عن المشي وموضعتُ هاتفي على أذني جيداً قبل أن ألج للمصعد, ضغطتُ على زر الطابق الأرضي قائلاً بتوجّس:
YOU ARE READING
Pendulum Watch || Riren
Fanfictionليڤاي آكرمان، محرر يعمل بشركة سميث للتحرير والنشر، مُحب للنظافة، ذو مزاجٍ منحدر، وماضٍ بشع يلطّخ يديه، عند انتقاله لـ شقة جديدة يجد ساعة آثرية قديمة مع مفتاح غريب، ما خلف هذه الساعة سيغيّر ليس فقط مجرى حياته، بل حياة مَن فقده قبل زمنٍ سحيق.