الفصل الثاني

3.7K 206 1.5K
                                    

إذا فيه أي أخطاء إملائية، نحوية، مطبعية فلا تسلكوا، علموني عليها بالتعليقات.

~

2003\أكتوبر\23

لململتُ أغراضي وارتديتُ قفازاتي, انتظرتُ حتى خرج جميع الطلبة من الفصل, عمّ الهدوء المكان ثم وقفتُ اتجه للباب ولم أكد أخرج منه حتى صادفتني طالبة أعرفها جيداً من الفصل المجاور, شعرها الأحمر كان مختبئاً خلف قبعتها الصوفية بينما عيناها الذهبية الواسعة تنظران لي بتمعّن, قالت بابتسامة صغيرة:

_ليفاي, ما رأيك أن نذهب للمكتبة وندرس مع بعضنا مادة التاريخ؟

منعتُ نفسي بصعوبة من التنهّد أمامها, كنتُ أعلم تماماً أنني سأندم على ذهابي معها للمكتبة قبل أسبوع, والأن وبعدما وجدتني أفضل من أستاذها تريد استغلال هذا الأمر, ليس غروراً لكنني حقاً جيد بإيصال المعلومات, قلتُ بملل:

_لا أستطيع نيفا, علي العودة للمنزل والاعتناء بطفل جارتنا.

كنتُ مقنعاً تماماً, تمتمتْ بشيء ما وعادت تبتسم لي بتوتر كأن هذا لم يعجبها, ياللوقاحة! لوحت لي واستدارت مغادرة المبنى من الجهة الأخرى, تأففت والتفتُ لأغادر من السلالم القريبة للفصل.

الكثير من زملائي يطلبون الأمر ذاته, كل أسبوع, خاصة بالأيام القريبة من امتحانات نصف السنة أو النهائية! ولكي أتخلّص منهم دون أن أكون وقحاً, أعطيهم كذبة ثابتة ومقنعة, ألا وهي الإعتناء بابن جارتنا اللطيفة.

كانت كذبة طبعاً لأنني لم أعتني به ولو لمرة, بل لم أره سوى مرتين أو ثلاث مذ انتقالي مع والدتي لبلدة شيغانشينا الصغيرة, كنت أرى السيدة كارلا بين الفينة والأخرى كونها قد كوّنت مع أمي علاقة طيبة, ببعض الأحيان تزورنا وببعض الأحيان أمي تزورها, لا أذهب معها كون أحاديث النساء لا تفيدني بشيء.

لكنني أتذكر أنني ذهبتُ مرةً واحدة عندما انتقلنا لهنا, ابنها كان بغرفته ولم يخرج أبداً حتى عندما نادته والدته لكي يسلّم علينا, كما أنه لم يأتي ولا لمرة واحدة أثناء زيارات السيدة كارلا لنا, لقد كنتُ أستغرب الأمر لأنه مجرّد طفلٍ لم يتجاوز العاشرة بعد, حتى على الرغم من كون منزله مقابلٌ تماماً لمنزلنا, ألا يخاف البقاء وحده؟ ألا يكون الأطفال بعمره متعلّقين بأمهاتهم ويلاحقونهن بكل مكان؟ لم أفهم..

رفعتُ رأسي للسماء وأنا أقف أمام الباب الرئيسي لمدرستي, كانت مليئة بالغيوم الرمادية, الجو بارد جداً والهواء يصفع وجهي مراراً, سأصاب بالجفاف على هذه الحال, تنهدتُ بضيق ودفنتُ يديّ بجيوبي قبل أن ابدأ المشي.

Pendulum Watch || RirenWhere stories live. Discover now