الفصل التاسع

4.6K 200 2.1K
                                    

إذا فيه أي أخطاء إملائية، نحوية، مطبعية فلا تسلكوا، علموني عليها بالتعليقات.


~

رؤية آيرين بهذه اللحظة كان أخر ما أرغب به.

ومع ذلك علمتُ أن اللحظة التي ستلتقي فيها عيناي بعيناه ستكون قريبة, لكن ليس بهذا القُرب! كنتُ بغرفتي عندما سمعتُ جرس الباب يصدح بالأرجاء مراراً, كنتُ سأقف لأذهب للباب الرئيسي وأوبّخ أياً كان الغبي الذي يرنّه!

لكني لم أفعل لأنني عملتُ أنه هو, آيرين مَن كان يقف خلف الباب, بدل ذلك سمعتُ خطوات أمي السريعة وفتحها للباب, بعض الأصوات الخافتة اختلطت ولم أسمع منها شيئاً, تنهدتُ بهدوء وتمنّيتُ أن تقوم بصرفه بعيداً الأن, لا أملك الطاقة الكافية لمواجهته.

عدتُ أطوي وأضع ملابسي بالحقيبة الكبيرة بعصبيّة زائدة, لكنني توقفتُ ما إن سمعتُ خطوات سريعة وصغيرة تقترب من غرفتي, قلبي تجمّد لمّا فُتح
باب غرفتي بقوة وصوت أنفاسٍ عالية اقتحم المكان! لم أجرؤ على الالتفات والنظر له, لعينيه, أو لخياله حتى!

لكنني فعلت, وليتني لم أفعل.

وجهه كان مصبوغاً باللون الأحمر, عيناه الخضراء الواسعة مغطّاة بطبقة غشاء ثقيلة, لا تتوقف عن ذرف الدموع, بدا لي أنه كان يبكي لفترة فالخطوط الواضحة على وجنتيه أخبرتني بذلك, تنفسه كان مضطرباً والنظرة بعيناه أضعفتني, وصلني صوته مختلطاً مع شهقات بُكاء عالية:

_أخـ..أخبرني أن هذا كذب!

أغمضتُ عيني لعدم رغبتي برؤية نظرة الانكسار بوجهه, كنتُ أعلم تماماً عمّا يتحدث, عندما تجرأتُ على فتحهما وجدتُ عينها جاحظة تحدق بالحقيبة فوق سريري, هزّ رأسه مراراً:

_لا..

_آيرين ـ...

_أنتَ لن تذهب!!

صرخ بملئ رئتيه جعلني أتنفض, لم أعرف لحظتها مالذي عليّ فعله, تقدّم مني بخطوات صغيرة مرتجفة:

_أمي لم تخبرني إلا قبل قليل...وأنت ـ.. أنت هنا تقوم بالتجهّز فعلاً للرحيل؟..

صوته تلاشى في الهواء بأخر كلماته, رفعتُ يدي أبعد شعري وأنا أفكر بطريقة لأصوغ بها كلماتي:

Pendulum Watch || Rirenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن