الفصل الثامن

467 22 31
                                    

خلال الثلاث سنوات الماضيه . . اخذت العديد من الارواح و أرقت الكثير من الدماء . . بعضهم كان يمتلك اسره تنتظر عودته . . . والبعض الاخر كان يكافح لاجل ان ينال منصبا ما . . قد يظن البعض انني اقتل دون رحمه ،دون احساس بالخزي من ذاتي القاسيه . . ولكن . . كل روح فارقت جسدها كانت تحاصرني في احلامي . . وجوههم وهي تفارق الحياه . . الطعنات النافذه في اجسادهم وكذلك تلك الدمعه الاخيره التي تنسال منهم مودعين بها الحياه . .

جميعها اتت لي بأحلامي وتكررت كثيرا وكثيرا . . بالنسبه لي . . لم يكن النوم راحه كما هو للبعض ،كان كالجحيم لي . . كنت أعامل كالخادمة . . تعلمت الكثير من خلال الحروب التى خُضتها وكذلك اصبحت معرفتي واسعه بالأستراتيجيات الحربيه المعقده . . ولكن لم يكن لي أملا . . لقد مللت القتل بلا هدف . . أملت في سنواتي تلك ان تنتهي الحرب يوما ما . . حتى اتى اليوم الذي قابلت به ذلك الامير الذي يدعى كلاود . .

عندما قال لي انه يريد انهاء تلك الحرب الغبيه . . وعرض علي ان اكون فارسته . . شعرت كأنني اريد ان اكون سببا في انهاء تلك الحرب . . املت ان يشعرني  ذلك بالراحه وان استطيع النوم بدون ارواح من قتلتهم تلاحقني . . فها انا وافقت كالبلهاء . . علي اقل تقدير سأعيش ! سأرجع لأبي وليليان . . ذلك ما اقنعت به نفسي . .

استيقظت سيسيليا بعد النوم طويلا لتجد نفسها في خيمه غريبه . . تذكرت كونها وافقت علي ان تكون فارسه لامير البلاد المجاوره وقامت بالتنهد ولوم نفسها كالغبيه بصوت عالِ لتهم بالنهوض بجسدها الملتف بالكامل  بالضمادات الطبيه البيضاء . . خرجت من تلك الخيمه ليتطاير شعرها الاسود القصير ويقشعر جسدها لشعورها بالبرد لوهله . .

كان المساء قد حل بالفعل ولم يمضِ سوا بضع ساعات بعد موافقتها علي ذلك العرض . . واثناء سيرها لم تستمع سوى وشوشات الجنود ونظراتهم الحاقده ناحيتها . . فالبطبع هم يغارون من انتباه ولى العهد لها . . فهي ليست مجرد فارس قد برز قليلا ولكن فوق ذلك هي فتاه!

لم تُترك بحالها بالطبع . . جائها بعض الجنود ليجتمعوا حولها بشر وهم يقولون

"انظري يا هذه . . انتِ وان كنتِ تقاتلين جيدا فأنتِ فتاه . . كل ما يمكنكِ فعله هو الطبخ والنتظيف فالتتركِ عمل الرجال للرجال ولترحلي من هنا يا امرأه "

ابتسمت لهم سيسليا لتحك اذناها برفق وكأنها لم تستمع لكلامهم ذلك اشتعل ذلك الرجل الذي كان يبدو عليه انه سياف ماهر ليقول بحزم

"اتريدين ان ابرحكِ ضربا يا هذه "

ابتسمت سيسليا بسخريه لتقول بصوت واثق

"حسنا . . انت ترى انك رجل وافضل منى وما شابه . . ما رأيك اذا استطعت لمسي سأرحل من هنا . . "

إمبراطورة سيلفيا Where stories live. Discover now