الفصل التاسع عشر

404 19 47
                                    


كانت جالسه والظلام يحيط بها من جميع الاتجاهات ،تسمع تهامسات المحيطين بها واحيانا بكائهم . . . تستشعر بعضاً من لمساتهم وانفاسهم . . لكنها تعجز عن الحركه والكلام فقط تشعر بحصار روحها العالقه يتكرر امامها مشهد تعذيبها . . لم يكن تعذيبا نفسيا لا . . بل وكأنه طمس لمعالم روحها وتقيد لصوتها وحركتها . . كان ذلك الظلام المحيط بجسدها يتغلغل ببطئ ناحيه قلبها ليشعرها بيأس وحزن عميقان . .

رأت خيال والدتها راكضا بسرعه امامها لتتحرك بخفه ناحيتها . . لكنها فقدت اثرها في لمح البصر ,ظهر خيالها مره اخرى لتندفع ورائها وهي تنادي بأسم والدتها عاليا بصوت  يملؤه الشوق ,صادفها باب ما عبرت والدتها من خلاله لتندفع داخل ذلك الباب  .  . فتحت عيناها لتجد نفسها مستلقيه على فراش دافئ . . . والدتها تداعب شعيراتها بحنان وهي مسنده رأسها لحضن والدتها لتسمع دقاتها الحنونه وتلتمس حراراتها الدافئه ,اعتدلت في جلستها لتنظر لوالدتها وقد امتلئت عيناها بالدموع بالفعل وتناثر بعض منهم ليبلل خديها المحمران ,قالت بصوت متقطع خانق 

" امي ! . . أهذه انتي حقا . . "

ضاقت عيناها لتبدأ بالشهيق بصوت مسموع قليلا وهي تقول 

"لقد افتقدتك كثيرا يا امي . . لقد شاقيت كثيرا بدونك يا امي ,لماذا تركتيني وحدي . . لقد اشتقت لك في كل ساعه,دقيقه,ثانيه . . لقد تأكل قلبي من شوقي لك يا امي "

ارتمت بين احضانها وهي تستنشق ربيعها الذي افتقدته لسنوات عديده ,اخذت تعتصر جسدها الدافئ بالرغم انها كانت تدرك انه مجرد وهم لا غير !

غفت في احضان والدتها لدقائق معدوده لتستيقظ على شعور ملمس يداه والدتها وعلى صوتها الحنون وهي تقول 

"حبيبتي الغاليه . . أسفه لتركي لك وحدك وسط ذلك العالم القاسي ,لقد عانيت كثيرا لأنجابك وكان صعبا علي  ان اربيكي وحدي وسط تلك البيئه القاسيه لكنني لم ارد يوما ان اتركك وحدك ,كان هذا قدرنا القاسي فقط . . احبك قدر السماء يا ابنتي الغاليه "

بدأ صوتها بالاختفاء قليلا لتعتصر سيسليا وقطرات دموعها تسقط على رأس سيسليا التي تبكي هي الاخرى في احضان والدتها لتقول بصوت حزين 

"لقد وددت لو انني رأيتك تكبرين كبقيه الاسر العاديه ,وددت لو ابتعت لك الفساتين والمجوهرات الرقيقه ,وددت ان ارى زوجك واقبل اولادك . . اسفه سيسليا والدتك كانت عاجزه عن تحرير نفسها لكنها حررتك بالرغم من كونك نشأتي بدوني ولكنك نشأتي كبطله , حمدلله على هذا الفضل . . . "

رفعت والدتها رأسها برفق لتقبلها من جبينها وتقول وهي تتحسس وجهها برفق 

إمبراطورة سيلفيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن