٠| تحتَ نفْسِ السماءِ... كُنَّا نقْبُعْ.

10.7K 505 74
                                    

-

" وَقَدْ يُصبِرُنيّ يَقِينِيّ بِأنَنا تَحتَ نَفسِ السَماءِ "

تِلكَ الجُملَةْ هِيَّ ما كُنتُ أتلُوها عَلى نَفسِيّ بَعدَما تَوَسَطَ جَسَدُكَ سَريرِ إحدى مُستَشفَياتِ دايغُو مُتَأثِرَاً بِأصابَتِهِ بِفايرُوسْ كُورُونا

وَلَكِنْ بَعدَما غادَرَهُ وَإتَجَهِ لِذاتِ السَماءِ التِيّ كُنتُ أواسِيّ رُوحِيّ بِها...

ما الذِيّ سَيّصَبِرُنِيّ ؟

-

-

3:51 AM.

ذاتَ الخُصَيلاتِ البُرتُقالِيَةْ وَضعَتْ صَحنَ غْراتّانْ البَّطاطْا عَلى المِنضَدَةْ مُؤجِلَةً غَسلَّهُ لِوَقتٍ لاحِقٍ

لِتُمَرِرَ المِنْدِيْلَ بِخِفَّةً عَّلْى شِفَّتِيها ماسِحَّةً إياهْا، ثُمَ تَّتَّجَرَّعَ بَعضَ المْاءِ راوِيَّةً ظَّمآها أثناءَ تَحدِيقُها باللُوحَّةْ الغَّرِيبَّةْ التِيّ إبتْاعَّتها والِدَّتُها الأُسبُوعَ الفائِتِ

بِحُجَّةِ إنَّها تَّجلِبّ " الحَّظَ الجَيِدْ "

قَّبْلَ أنْ تَّلِجَ حُجرَةَ المَّعنِيَّةْ بَعدَ مُلاحَظَتِها الساعَةْ التِيّ شارَفَّتْ عَلى الرابِعَةِ فَجرَاً، لِتَّتَّثَبَّتْ مِقلَتِيها بِشَكلٍ فَّوْرِيّ عَلى والِدَّتِها التِيّ تُغَطِيّ وَجهَها وَتَبْكِيّ

مِما جَعلَها تُبدِيّ تَعبِيرَاً مُستَاءَاً لَدى ظَنِها بِأنَّها تَبكِيّ مُجَدَداً عَلى خَّلِيلُها غُرابِيّ الشَعرِ لِسُوءَ حالَتِهِ المَرضِيَةْ

وَالذِيّ وَرُغمَ إنَهُ حَبِيبُها إلا إنَها الأَقَّلُ تَأَثُرَاً بالأَحداثِ الجارِيَةْ لِمَدى ثِقَتُها بِهِ وَبِأنَهُ سَيتعافَى بِغُضُونِ أسابِيعٍ قَلِيلَةْ

لِذَلِكَ هِيَّ أمالَتْ رَأسَها لِلجانِبَينِ فِيّ إنِزعاجٍ واضِحٍ وَتَّحَدَّثَتْ :

" هَلْ سَتقضِينَ طِيلَةَ حَياتِكِ فِيّ البُكاءِ، أُمِيّ؟ أخبَرتُكَ بِأنَهُ سَيتعافْـ... "

لَكِنْ جُملَةُ والِدَتِها التِيّ صَّدَرَتْ بَعدَها، أوقَفَّتْ ضَخَ الدَمِ لِفُؤادِها مُدَةَ ثَوانٍ مَعدُودَةْ أثناءَ شُعورِها بِساقِيها تَفْقِّدُ القُّوْى اللازِمَّةْ لِحَّملِها :

" لَقَدْ تُوفْى... جُونغكُوكْ تُوفْى!! "

تِلكَ اللَحظَةْ، لِيڤْ وَبِشَكلٍ غَرِيبٍ، فَكَرَتْ فِيّ كُلِ شَيءٍ غَيرُ المَوتُ رُغمَ سَماعِها لِوَالِدَتِها تَتَلَفَظُ إحدْى مُفَرداتِهِ بِكُلِ وُضوحٍ

مِما جَعلَها تُصدِرُ ضِحكَةً كانَتْ عَلى الأْغلَّبِ مُزَيَفَّةْ أثناءَ إعرابُّها :

" تَــعنِينْ إنَّ حالَتُهُ إزدادَّتْ سُوءَاً فَحسْبْ... الِيسَ كَذَلِكَ، أُمِــيّ؟ "

لَكِنَ بُكاءِ والِدَتِها العالِيّ أثناءَ صَفعِها وَجهِها بِقَهرٍ جَعلَها تُدرِكُ إنَّ ذَلِكَ بِأكمَلِهِ واقِعِيّ، وَإنَها فَقدْتهُ...

لِلأَبَدِ.

-

𝘚𝘈𝘠 𝘎𝘖𝘖𝘋𝘉𝘠𝘌.Where stories live. Discover now