٤| مُهَّدِىٌ لِكَيانِيّ.

2.1K 330 26
                                    


-مُذكرات ڤريني.
-الصفحه الثالثه.
-يوم الأثنين.

مَّرَ أرْبَعُونَ يَومًا عَلى وَفاتِكَ، وَمِنْ تَقالِيدِنْا السَخِيفَه إنَ فِيّ هَذا اليَومْ

وَتَحدِيدَاً بَعدَ وَفاهِ الشَخصْ، تَذْهَبُ الأُمَهْ بِأكمَلِها لِزِيارَهِ قَبْرِهِ

فِيّ الواقِعِ، لا ضَيرَ مِنَ الزِيارَهْ

لَكِنْ ما يُشعِرُنْيّ بالأِمتِعاضِ إنَّ كُلَ مَنْ يَأتُونْ فِيّ هَكذْا مُناسَباتٍ خْاصَهْ

لَيْسُوا مُقَرَبِينَ مِنْ المُتَوفِيّ حَتى وَلا مِنْ عائِلَتِه.. نُفُوْسِهِمْ مُمْتَلِئَهْ بالحِقْدِ

وَفعْلِيَاً لا يَحْضُرُونَ سِوى لِلطَعامِ الوَفِيرْ الذِيّ تُنفِقُ والِدَتِكَ كُلَ أموالُهُا عَلِيهِ

حَتْى تَراكَمَتْ عَلِيها الدُيُونْ.. لِأَجلِ هَذِهِ النُفُوسِ النَجِسَهْ

فِيّ حِينِ أنتَ بِذاتِكَ كُنتَ تُحِبُ التَبْذِيرْ

عَلى أي حالٍ، أنا لَمْ أذهَبْ... هَلْ أنتَ مُنزَعِجْ مِنِيّ لِهَذْا حَبِيبِيّ؟

والِدَتُكِ فَعَلَتْ، وَخاصَمتْنِيّ لِأجْلِ ذَلِكَ

وَبالذاتِ مَعَ شَقيقَتُكِ التِيّ لا تَنفُكُ تَصُّبُ الزَيتَ عَلى النارْ

حَتى إنَها قَدْ قامَتْ بِدَفعِيّ بِقُوَهٍ عَنْها حِينَما حاوَلتُ تَهْدِئَتَها

وَصَرَخَتْ بِـأنَنِيّ "أنا مَنْ تَسْببتُ بِوَفاتِكَ"

حِينَما شَجعتُكَ عَلى السَفَرِ لِلوِلاياتِ المُتَحِدَهْ الأمْرِيْكِيهْ

لِكَيّ تُكمِلَ دِراسَتَـكَ وَهُناكَ أُصِبْتَ بِالفايِرُوسْ.... وَفارَقتَ الحَياهْ

لَكِنَنِيّ لَمْ أنْزَعِجْ مِنْها.. فِيّ النِهايَهِ كُلُنا بَشَرْ وَحِينَما نَغضَبْ لا نَعِيّ عَلى أنفُسُنْا

أو عَلى ما يَخرُجْ مِنْ أفواهِنْا

لَكِنْ ذَلِكَ لَيسَ ما مَنَعَنِي مِنَ الذَهابِ، بَلْ لِأنَها فَترَهُ إمتِحاناتِيّ النِهائِيهْ

التِيّ جاءَتْ بِوَقتٍ حَرِجٍ وَلَمْ أستَطِعْ تَأجيلَها.. لِأنَنِيّ وَعدتُكَ إنَنِيّ سَأنالُ شَهادَتِيّ

هَذا العامْ مَهْما حَصَلْ وَبِغَضِ النَظَرِ عَنْ الظُرُوفِ المُحِيطَهْ بِيّ

مِما جَعلَنِي العَّنُ ذاتِيّ بِشَدَهٍ أثناءَ دِراسَتِيّ لِأنَنِيّ وَعدتُكَ بِهَذا

إذْ الدُمُوعْ كانَتْ تَفِيضُ مِنْ عَينايَّ بِكَمياتٍ غَفِيرَه وَأنا أُحاوِلُ فَقَطْ

التَرْكِيزَ عَلى الكِتابِ بَينَ يَدايّ

وَهُناكَ تَذكْرتْ حِينَما كُنتُ تُوصِلُنِيّ إلى الثانَوِيَهِ فِيٍ سِنِيّ السابِعْ عَشَرْ

وَتَحدِيدَاً فِيّ فَترَهِ إمتِحاناتِيّ النِهائِيَهْ

وَأنا كُنتُ أستَمِرُ بالشَكُوى وَالتَشائُمِ حِيالَ صُعوبَهِ المادَهْ

وَإنَنِيّ لَنْ أنجَحْ

لَكِنَكَ كُنتُ فَقَطْ تُرَدِدْ :
" الرَّبُ لَنْ يُضِيعَ تَعبَ أحَدٍ، لِيڤْ. "

جاعِلَاً مِنْ كَيانِيّ يَهدَأ دُونَ أنْ تَشعُرْ...

وَبالفِعلِ كانَ مُعَدَلِيّ الدِراسِيّ بِوَقتِها تِسعَهَ وتِسعُونْ فاصِلْ سَبعَهَ عَشَرْ

فَهَلْ لَكَ أنْ تَعُودَ الآنْ.. وَتُهَدِأ دَواخِلِيّ؟

--

𝘚𝘈𝘠 𝘎𝘖𝘖𝘋𝘉𝘠𝘌.Where stories live. Discover now