البارت الخامس

7.3K 224 32
                                    

"رفقا بقلبى يا قاسى الا ترى عيونى المتلهفه للقاك....اشتاق واشتاق......حتى اذابنى الاشتياق....ورمانى....ببحور عشقك.....غرقيه......بلا مرسى.....فكيف الطريق لقلبك......اخبرنى يا حبيبى...ماهو السبيل للقاك......
*****************************
حتى لو كانت الامنيات التى....نرجوها.....تغرقنا للقاع...يظل الامل يلوح لنا.....رغم البؤس،والحزن...وسنين الضياع...والله لن يضيع..اجرا من احسن عملا، رغما عنى اشتاق...لتجربت تلك المشاعر،بكيانى،هل حقا الحب جميل كما يقولون.....يا الله ارزق قلبى...بمن ترتضيه....واجعله سندى وعزوتى....وارضنى..فى دينى، واغرق قلبى بحب من لم اعرفه....ولكن لدى يقين...انك تعد لى الافضل،لهذا انا راضيه بما تقدره لى....فأنت قادر على كل شئ......))
اغلقت مذكراتها  وعيونها تلتمع ببريق خافت بعد ان سجلت فى دفترها الصغير...امنتياتها....
سمعت صوتا محببا لقلبها ينادى بإسمها:نداء؟؟
اتسجابت للنداء بقلب يطرب فرحا بسماع صوتها وفى داخلها تدعوا الله ان يحفظها...،فهى عائلتها،الوحيد
:ايوه يا نوجى انا هنا فى حاجه
نظرت بعبوس لتلك المشاغبه وامسكت اذنها كأنها تعاقب طفله صغيره:مش قلتلك...الف مره بلاش نوجى دى يا بت مش شايفه ان انا اكبر منك
تأوهت بألم مصطنع وهى تحرر اذنها من حصارها قائله بمكر وعيونها تلتمع بمرح لم تغيره قسوة الحياه:اكبر من مين..دا انتى احلى منى يا نوجت قلبى انتى،دا...انا جنبك جعفر
ابتسمت على كلامها المنمق وقالت بغضب :لا عندك...ما تقوليش على حفيدتى جعفر...حفيدتى ملاك
قبلتها من رأسها بمحبه وهى تجلس امامها تضع رأسها فى حضن جدتها الغاليه تنظر الى السماء المتلئلئه بالنجوم من النافذه:حبيبتى يا نوجى...ربنا يخليكى ليا يارب وميحرمنيش منك...
مسدت الجده بلطف على رأس حفيدتها ،وهى تردف بدعاء ينبع من قلبها لتلك الجميله:ربنا يخليكى ليا يا بنتى...ويرزقك بالزوج الصالح الا يحميكى...ويكون سندك..قادر يا كريم
اغمضت عينيها برجاء فهذه الدعوه التى تحتاجها: امين يا حبيبتى.. بس انا مستحيل اسيبك يانوجى مافيش حاجه هتفرقنا غير الموت
ابتمست الجده بضعف واجابت حفيدتها بحب: اللهم لا اعتراض على الا كتبهلنا... عشان كده يا بنتى سيبى كل حاجه لوقتها وتوكلي على ربك هو اعلم بحالك... انا نفسى اموت وانا مرتاحه ومطمنه... انك فى بيت جوزك دى امنيتى من الحياه، اشوفك متهنيه يا قلب جدتك....
قبلت نداء يدى جدتها بحراره وعبراتها تهبط على وجنتيها البيضاء بدون اراده منها: يا قلبى، انتى عيلتى وفرحتى مش عاوزه حاجه غير ابقى جنبك واحس بحضنك الدافئ...وسيبك بقا انتى مش هسمح لاى شخص يخدك منى حتى لو كان جوزى الا لحد دلوقت معرفوش ده...لو عاوزنى يبقى يعيش معانا هنا يا اما يتوكل على الله معندناش بنات..للجواز
انهت كلماتها بمرحها المعتاد كأنها ليست من كانت تبكى منذو قليل
هزت جدتها رأسها بخيبة امل وردت بحنق على طفلتها:الله يكون فى عون الا هيتجوزك
اكملت نداء بمرح:دا امه داعيه عليه...مش بعيد يرمى نفسه من البلكونه من اول يوم جواز
ضربت الجده كف على الاخر من جنون حفيدتها
تابعت نداء بمرح:بس بقولك ايه يا نوجى دا انا نسيت صنية البطاطس فى الفرن هقوم اشوفها لحسن تتحرق ومنلجيش حاجه ناكولها.... وتطردينى من البيت.وانا غلبانه مش هلاقى حته تتاوينى
انهت كلامها بدراميه واتجهت الى المطبخ بينما جدتها تضحك على التمثيليه المعتاده لتتهرب من موضوع الزواج
بالرغم من تمنيها للحظه التى سيستوطن فى قلبها ذلك الحب..للحبيب المنتظر..وكم تتوق لأن تحيا...تلك التجربه لكن بالحلال فهى لا تبحث عن الحب كم تفعل الاخريات...بل تنتظر ذلك الزوج المقدر لها... والءى يطرق بابها، طالبها بالحلال، والحب يأتى بعد الزواج...عندما يلقى الله فى قلوبهم المحبه والموده..التى هى اساس الزواج...
تعشق قراءت الروايات..الاسلاميه وخصوصا الرومنسيه...وذلك لا يغير من تفكيرها،فهى لا تمزج بين الخيال والواقع فتلك روايه...فقد ستقرءها وفى النهايه سيحب الشاب الغنى...الفتاه الجميله التى من يراها يقع فى عشقها وتنتهى القصه بإجتماعهما...
اما الواقع مختلف فهى ليست الفاتنه التى توقع الرجال فى عشقها....  ولا هى  الفقيره التى تبحث عن شاب غنى وسيم..... تتزوجه فتلك ما هى الا احلام الكاتب يؤلفها ويسرد،    مكنوناتها علينا،ليصنع لنا عالما وردينا حتى نتناسى الحقيقه التى نحياها...
هى كأى فتاه ترسم احلامها...البسيطه...تتمنى زوج صالح مؤمن يكون قدوتها...ليس رجلا بلإسم...بل تنطبق عليه معنى الرجوله، افعاله الحسنه ماتحكى عنه
لا تريده وسيم او ذو،جسد.رياضى فما تلك الا مظاهر...لا تغنى من شئ يكفى بالنسبه لها ان يكون تقيا...قريب من ربه هذه كل احلامها....
تنهدت للمره الالف وقد صدح صوت اذان المغرب اتت جدتها تمشى على عصاتها الخشبيه قائله
ببشاشه:يلا يا نداء المغرب  اذن افطرى يا قلبى انتى طول النهار صايمه
اجابتها نداء بإبتسامه ساحره: احمم حاضر يا تيته
بس هناكل سوى انا مابحبش اكل لوحدى وبعدين هنصلى مع بعض وتحكيلى قصه زى كل يوم ماشى  
اومأت.الجده بسعاده:اكيد يا حبيبتى افطرى الاول ونصلى وبعد كده، هكمل القصه بتاعت المره الا فاتت
صفقت نداء بفرح طفولى يغلب على طباعها...فكم يسعدها ان تستمع لحكاوى جدتها الشيقه...لتنتقى من كلامها العظه...فلكل قصه مهما اختلفت طريقة تأليفها او احداثها لابد من وجود العبره من سردها

عشق الاباطره ( جحيم الملكه)Where stories live. Discover now