راحةٌ كاذبةٌ

14 4 16
                                    

"كنت أظن أن الذى مررتُ بـه سيـزورل يومـًا، ومازلت أظن كذلك.. المشكلة تكمن فى أن هذا "اليـوم" قـد تأخـر.. "

_____________________________

مشفى..

كان هـذا أول ما جال على خاطـر صوفيـا الراقـدة على سريـر المشفى وقد تداركت حواساهـا رائحـة المعقمـات وصـوت جهـاز ضربـات القلب المزعـج..

لم تستطع فتح عينيهـا لبعض الوقت..

ولكنهـا تمكنت أخيـرًا من تحريك يدهـا وفتح عينيهـا عندمـا اشتمت تلك الرائحـة التى تلتصق بقلبهـا قبل عقلها..

طفلتهـا لُـور..

رائحـة النقـاء والبراءة لا تعلـو عليهـا أى رائحـةٍ كانت..

أنزلت نظـرها لأسفل قليلًا لتجد رأس طفلتها يستوطن جانبًا من ذراعهـا،
أخذت تمسح علـى خصلاتهـا وتستنشق عبيرهـا الذى يبعث لها تلك الطمأنينـة اللامتناهيـة..

"لقـد جلبت لكِ شوكولاته.. أريحينى وارحمى ثيابى العتيقة واذهبى مع الجدة واتركى المامـا لترتاح هيـا.."

كان هذا صوت مايكـل المشغول بتنظيف قميصه المتسخ ولم يرفع نظـره حتى يرى تلك المامـا التى تنظر له بتركيز وكأنها لأول مرة تراه..

رفع نظـره أخيـرًا ليرى صوفيـا وقد رسمت بسمـة هادئة على ثغـرها..

تجمد فى مكانه لعدة لحظـات حتى رفعت له يدهـا..

اقترب وأخذ بيدهـا ليقبلهـا قبلة عميقة..

تنهد بحنق قائلًا:

"لقد أخفتنـى حد أننـى لعنت كل بنى آدم.."

ضحكت بخفـة وحاولت الحديث ولكن حلقهـا كان جافـًا..

فهمهـا بلا أن تشيـر حتى وأحضر لهـا كوب ماء..

رفعهـا عن السرير قليلًا وأسقاهـا المـاء لتشكره بصوتٍ خافت..

"آسفـه لأننى أخفتك.. هل لُـور من فعلت هذا؟"

قصـدت قميصـه المتسخ..

"أجل! لم أكن أعلم أنهـا شقيـة وعنيـدة بهـذا الشكل! كلما رأت مشروبًـا فى يدى سكبته على واختبـأت هنا حتى لا أبعثهـا مع جدتهـا.. لقد أتلفت كل ملابسى التى تساوى ثروتى كلها!"

ضحكت على فتاتهـا المشاغبـة ليجذبهـا حديث مايكـل الهادئ مجددًا:

"ياللسخـرية، أنتِ نائمـة من أسبـوع وأول ما نتحـدث عنه هو ملابسى المتسخة؟"

| عَـتْـمَــةٌ | 'متوقفة حالياً'Where stories live. Discover now