بِخَيـرٍ مُـجَــدَدًا

74 12 20
                                    

______________________

جثَت على ركبتيهـا تطالع جسـد طفلتهـا الضئيـل الملقـى أرضـًا..

كانت الوحيـدة - وأنـا أعنيهـا - الوحيـدة التى جعلتهـا تقـاوم رغبتهـا الشديـدة والملحـة بالانتحـار..

كانت الأمل..

والآن قـد ذهبت وذهب معهـا كل ما هو جميـل..

مرَّ على مخيلتهـا مظهر فَتَاتهـا اللطيف عند تناولهـا الشوكولاتـه وتلطيخهـا وجهها وكل ما حولهـا من ملابسهـا حتى أثاث المنـزل..

تشابـه ذلك مع تلطيخ تلك الدماء لنضارتهـا وبراءتهـا..

اخترقت الدمـاء حرمة ثوبهـا الأبيض ودميتهـا الملقـاة أرضـًا بجانبهـا..

اقتربت منهـا زحفـًا وهى فى حالة صدمـة ولا تستطيع الإفاقة!..

كانت كورق الشجـر فى فصل الخريـف..

تهتز آذنـةً بالسقـوط والاهـتداء تحت أقدام أى إِنسى حقيـر ليدعسهـا فتصيـر فتاتـًا..

وضعت إصبعيهـا الوسطى والسبابـة تتحسس نبضـات رفيقتهـا..

أغمضت عينيهـا بأسى ومن ثم قامت بعدل جثتهـا وأنزلت جفنيهـا بأصابعهـا:

"ارقدى فى سلام.. رفيقتى"

وها هى الآن ترتجف مجددًا عند نظرهـا إلى طفلتهـا..

عادت تلك الصدمات الكهربيـة كتلك التى واتتهـا فى المشفى..

كانت تتـألم..

تتألم؟! بل فاقت الألم بأشواط!

لم تقـدر على لمسهـا.. تخاف من مواجهـة حقيقـة لا تريدها ولا تريـد تصديقهـا..

ماذا إن لمستهـا ووجدت جسدهـا مسلوب الروح؟

تلك ستكـون نهايتهـا حتمـًا!

وضعت يدها اليمنى تحت رأس طفلتهـا ووضعتهـا فى حجرهـا..

احتضنتهـا بقوة وهى تشهق وتصرخ بقـوة..

"عـودى لى يـا جنتى! عـودى لى يا زهـرتى! أرجـوكِ.. عـودى..لقد وعدتنى أنكِ ستكونيـن ابنـة مطيعة صحيح؟ إذن عـودى لى.. يا إلهـى أرجـوكَ لا تفعل بى هـذا.."

كانت كالمختلين!

لا حـرج عليهـا..

| عَـتْـمَــةٌ | 'متوقفة حالياً'Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz