291 - تتبّع الدليل

750 83 24
                                    

قبل الدمار الشامل، كانت الحروب بين الإمبراطوريّات تتّخذ شكل المنافسة الشديدة. ما أن تنوي إمبراطوريّة إرسال بعثة ما إلى قارّة الأصل والنهاية، تنافسها الإمبراطوريّتين الأخريين بشدّة حتّى لا تتقدّمهما الإمبراطوريّة الأخرى وتحصل على كنوز عظيمة.

استمرّ هذا الحال بدءا من الحرب العظيمة التي حصلت قبل 150 سنة. منذئذ، صارت الإمبراطوريّات متردّدات في شنّ الحرب على بعضهنّ. لم تنتج سوى الخسارات الوخيمة، لا من حيث الموارد البشريّة أو المادّيّة، أو حتّى المعنويّة.

قبل أن تولد الإمبراطوريّات الثلاث، عجّ العالم الواهن بالممالك المتعدّدة، لكن ما أن ظهرت إمبراطوريّة حتّى ظهرت الثانية والثالثة في نفس الوقت كإجراء مضادّ طبيعيّ. وبسبب هذا التوازن، لم يعد ممكنا ربح الحروب والتهام الأمم الأخرى لتعزيز موطنك الخاصّ. كلّ ذلك كان بلا فائدة.

والآن، بعد ظهور شخص كبطل البحر القرمزيّ، صارت إمبراطوريّة الشعلة القرمزيّة تملك أفضليّة مطلقة مقارنة بالإمبراطوريّتين الأخريين، إلّا أنّ الشعلة القرمزيّة وجنرالها الأعلى لم يقودا الجيش لغزو الآخرين. لقد ساهموا في بناء قوّة العالم أكثر.

لقد لاحظ الجميع أنّ العالم يحتاج لتوحيد قواه من أجل الاستعداد الجيّد والدائم ضدّ الخطر المشترك والأعظم. لقد كان الجميع شكورا لحسن نيّة الشعلة القرمزيّة وحاميها الشابّ. بسبب موقفهما المتعاون، نمت الإمبراطوريّتان الأخريان أيضا وعزّز هذا من قوّة العالم بأجمعه.

بالطبع، لو أراد باسل بدء غزوٍ هدفه الهيمنة على العالم، لكان قد فعل ذلك ونجح، لكن كيف يمكنه فعل شيء غبيّ كذاك؟ كم من موهبة ستضيع في المعارك العديمة المعنى؟ كم من الموارد سيخسر العالم ككلّ؟ ألم يكن من الأفضل توفير كلّ تلك الطاقة وتوجيهها نحو الخطر المشترك؟

كلّ هذه الأشياء جعلت الناس يحترمون إمبراطوريّة الشعلة القرمزيّة وحاميها باسل، بدل أن يخافوا منهما ويتّخذوا حرصهما ضدّهما فـينسون الخطر الأكبر.

وبالطبع، لم يكن باسل يفكّر في أنّه شخص جيّد محبّ للعدالة. لقد فعل ما رآه صائبا لتحسين العالم فقط. لو كانت الأمور مختلفة، لفعل نفس ما فعله مع عائلة غرين التي كانت تجعل الإمبراطوريّة تتداعى. لم يهتمّ بآراء الناس إذا أمكنه إيقاف تدهور العالم وإتاحة أكبر الفرص لنموّه في المقابل.

لقد قتل الآلاف من أجل تحقيق غايته، لكنّه لم يرَ نفسه يفعل غير ذلك حتّى لو أعاد الكرّة مرارا وتكرارا. وبالطبع، هذا بالرغم من أنّه يتذكّر وجوه الذين قتلهم أجمعين. لقد كان لدى أولئك عائلات أيضا، لكنّه أيضا امتلك عائلة وأشخاصا أعزّاء على قلبه. لِمَ يجب عليه أن يضحّي بما يعزّ ويحبّ من أجل ما يحبّه الأخرون؟

لقد نادى العالم باسل بـ'البطل'، لكنّه كان متأكّدا أنّه لم يكن بطلا. لو حصلت الأمور بشكل مختلف، لكان هو الشيطان الذي هيمن على العالم وسيطر عليه.

عصر الأهوال (تكملة)Where stories live. Discover now