270 - خبر سيّئ

858 83 22
                                    

شعرت الملاك ملاك وإبلاس باقتراب أحدهم في هذه الأثناء، لكنّهما علما من يكون ولم يحتاجا أن يلتفتا لجهته حتّى.

لقد كان ذلك الشخص هو خليفة التيّار اللامحدود الذي استطاع أخيرا المجيء لمساعدة أنمار والجنرال رعد اللذين هربا من مجموعته. لم يكن قادرا على القدوم إلّا بعدما قضت مجموعته على بعض الأعداء واستطاعوا تغطيّة مكانه الفارغ.

لم يكن هناك وقتا للتحيّة لذا دخل في صلب الموضوع مباشرة: "ما المعمول الآن يا ملاك؟ بصراحة، لا أريد الاستسلام عن ذلك الفتى. سيكون عونا عظيما في المستقبل."

كان خليفة التيّار اللامحدود يعني بكلامه الجنرال رعد الذي كان في قبضة إبلاس. لقد كانت موهبة الجنرال رعد جيّدة للغاية وسيكون من المضيعة التخلّي عنه.

نظرت الملاك ملاك إليه ثمّ قالت: "استسلم. لن يمكننا استرجاعه في هذا الوقت الوجيز المتبقّي. ولا يبدو أنّه سيقتله أيضا."

ابتسم الخليفة بامتعاض ثمّ نظر إلى أنمار التي كانت تقف هناك منتظرة الفرصة للانقضاض على إبلاس وقال: "لن تستطيعي الانتقام حاليا مهما حاولت. ستكونين مجرّد لعبة يتحكّم فيها ذلك الوغد كما يشاء."

نظر الخليفة إلى الملاك ملاك ثمّ تنهّد وقال: "اذهبي مع ملاك. لو أردتِ حقّا الانتقام فعليك أن تذهبي مع ملاك وتنمّي قوّتك. أنا متأكّد أنّك ستصيرين شيئا مذهلا بالمستقبل بما أنّ ذلك العنيد اتّخذك تلميذة له."

لقد كان الخليفة في الواقع يريد أخذ أنمار معه، وليس هو فقط، بل كلّ من علم عن هويّتها وشاهد موهبتها، التي على الأغلب لا يملكها سوى الملوك بالمسار الروحيّ، ولكن بما أنّ الملاك ملاك ظهرت، قرّرت مجموعة التنّين الصغير التنازل عن هذه الفكرة.

لقد كانت الملاك ملاك أكثر من جديرة بأخذ أنمار معها، هذا بدون ذكر العلاقة الحتميّة التي تجمعهما.

عبست أنمار ثمّ قالت: "لن أغادر هذا المكان."

ارتفع حاجبا الخليفة بعدما سمع كلام أنمار ونبرتها الغاضبة، فظنّ أنّ حسّها السليم لم يكن موجودا، لذا حاول إقناعها بما هو في مصلحتها: "اسمعي، حتّى لو بقيت في هذا العالم، فما هو إلّا عالم روحيّ بدءا من اليوم، وليس به الكثير من الموارد التي ستساعدك على اللحاق بأقوياء العوالم الروحيّة. وفي الوقت الذي يختفي فيه الختم العالميّ، ستجدين نفسك في نفس الحالة التي وجدتِ نفسك فيها اليوم."

حدّقت أنمار إليه ثمّ قالت بنبرة عازمة ونظرة حاسمة: "لقد قلت أنّني لن أغادر هذا المكان. لا يمكنني المغادرة. كيف لي أن أغادر؟ كيف يمكنني تركه يواجه كل هذه المصائب لوحده بعدما تنزل عليه كالصاعقة من حيث لا يدري؟ إنّه لا يعلم شيئا عمّا يجري. يجب عليّ أن أكون في جانبه عندما يعلم بما حصل. يجب علينا أن نكون معا مهما كان."

عصر الأهوال (تكملة)Where stories live. Discover now