307 - ظلّ

613 70 36
                                    

"هل سنلتقي مرّة أخرى؟"

سأل الجنرال رعد باسلا، قاصدا مرّة أخرى قبل أن يغادر باسل العالم الواهن.

أمال باسل رأسه قليلا بسبب سؤال الرجل الأشقر. لقد استحوذ الجنرال رعد على روح الوحش الروحيّ أخيرا، فصار ساحرا روحيّا بروح كاملة مكتملة. كان باسل متعجّبا لأنّ الجنرال رعد علم أنّ باسل سيفترق معهما هنا.

"في افتراقنا منفعة."

تنهّد الجنرال رعد: "معك حقّ، إن بحثنا متفرّقين فستكون لدينا فرصة أكبر في إيجاد حلّ."

ردّ باسل بسرعة وبشكل قاطع: "لا. المنفعة هي أنّ الأمر أسرع إن كنت وحدي بدون لحم ميّت زائد على ظهري."

"أيّها الـ..."

ضحكت كليوباترا على الجنرال رعد المسكين ثمّ التفتت إلى باسل: "هل حقّا لا تحتاجني معك؟"

"حدسي يخبرني أنّ الحلّ قريب، لكنّني للأسف عاجز عن إيجاده. أحتاج لوقت بمفردي أتفكّر فيه. وفي نفس الوقت، أريد منك أن تبحثي في الأمر. كما قال أحدهم، لو تفرّقنا، فقد تكون هناك فرصة أفضل لإيجاد حلّ."

"لن أتحمّل أكثر من هذا يا لعين. لقد صرت ساحرا روحيّا الآن لذا..."

لم يُكمِل الجنرال رعد كلامه حتّى وجد جسده محلّقا رغما عنه لعشرات الأمتار. ما أدهشه لم يكن ذلك، بل حقيقة أنّ باسل نقره بإصبعه فقط لصنع مثل هذه النتيجة.

لقد صار يشعر بقوّة عارمة وطاقة هائلة بعدما صار ساحرا روحيّا، لكنّه شعر بالعجز تماما بسبب نقرة واحدة من سيّد روحيّ مثله؟

'سيّد روحيّ مثلي؟ كيف يمكن أن يكون هذا الوحش سيّدا روحيّا مثلي؟'

نهض الجنرال رعد من على الأرض بينما يهزّ رأسه يمينا وشمالا، فإذا به يجد باسل ينظر إليه بعينين ملولتين بينما يرفع يده التي كان يشكّلها كـسيف: "هل تريد أن نقوم بالمبارزة الموعودة بيننا الآن؟"

سعل الجنرال رعد في يده ووقف شاخصا: "أحمم...! أظنّ أنّني متعب اليوم. لنؤجِّل هذا لوقت آخر عندما أكون في مثل صحّتك وعافيّتك."

أومأ باسل: "لم أتوقّع أقلّ أو أكثر من هذا."

اقتربت كليوباترا من الاثنين، فأكمل باسل كلامه مخاطبا إيّاهما: "على أيّ حال. جوابا لسؤالك السابق: نعم، سأعود، لأنّني أظنّ أنّ وريد التنين مهم جدّا لترحالي من هذا العالم مهما كانت الوسيلة."

"هل حقّا يوجد وريد تنّين كما قلت؟"

سبق باسل وأخبر كليوباترا عن الوريد التنّينيّ، لكنّها ما زالت تواجه صعوبة في التصديق بشكل كامل. ليس لأنّها تظنّ أنّ باسل يكذب، وإنّما قد يكون مخطئا بالرغم من أنّ احتماليّة حدوث ذلك ضعيفة. الأمر وما فيه هو أنّ احتماليّة وجود وريد تنّين أضعف من ذلك حتّى.

عصر الأهوال (تكملة)Where stories live. Discover now