02

472 50 27
                                    

الفصل الثاني: إبقَى

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

الفصل الثاني: إبقَى.
...
" هذهِ لذيذةٌ..لدرجةٍ تجعلنِي أرغبُ بالبكاءِ.." تمتمَ جيمين بينمَا يملأُ فمهُ بحباتِ المكرُون وَ يتنهدُّ منْذُ دخلَ.
شعرَ بشيءٍ يلامسُ ساقاهُ وَ إذْ بهِ بيُول، صديقهُ الوحيدُ وَ المقرَّبُ.
" لاَ تقلَق جيمين، أنتَ لستَ وحيدًا."

أفلتَ جيمين الحلوياتَ منْ يدهِ وَ إنحنَى يحملُ القطَّ ذَا الفراءِ الأبيضِ معَ بقعٍ منَ البنيِّ وَ البرتقاليِّ.
" شكرًا لكَ بيُول، ربَّما أنتَ أفضلُ مَا جنيتهُ منَ الحادثةِ." داعبَ أنفهُ علَى رأسهِ وَ شرعَ القطُّ بالخرخرةِ.

تقدّم جيمين إلَى الأريكةِ بينمَا لاَ يزالُ بيُول بحضنهِ، شغلَّ التلفازَ وَ إسترْخَى أكثرَ فِي جلستهِ وَ بينمَا يقلِّبُ القنواتَ إستوقفهُ وجهٌ مألوفٌ جدًّا.
وجهُ والدهِ الذِي شابههُ جيمين في كلِّ شيئٍ مَاعدَا أنفهِ، وَلعلَّ ذلكَ مَا أنفرَ والدتهُ منهُ فِي صغرهِ وَ حتَّى فترةٍ قريبةٍ منَ الزمنِ.
ربَّما كونهُ إبنَ منْ أكرهتِ لزواجهِ لكنَّهُ متأكدٌّ أنَّ والدتهُ لمْ ترِد إنجابهُ وَ لعلَّها ندمتِ لإبقاءهِ فِي حينِ كانَ بإستطاعتهَا التخلِّي عنهُ.
لقدْ سمعهَا تشكِي همَّهَا لصديقتهَا..

لازالتِ تلكَ الكلماتُ محفورةً في ذاكرتهِ وَ لازالَ يكافحُ في محاولةِ تغييرِ رأيهَا.
" سأجعلُهَا..تحبُّنِي!" همسَ بحزمٍ ثمَّ غيَّرَ البرنامجَ.
اِهتزَّ هاتفهُ معلنًا وصولَ إشعارٍ إليهِ، أقامَ جيمين جذعهُ قليلًا ليسحبهُ، مطلِّعًا عمَّا وصلهُ فإذْ بهِ رسالةٌ منْ تطبيقِ المحادثةِ، فحواهَا أنَّ شين هيريم قدْ ضمكَ لغرفةِ دردشةٍ.

توسَّعتِ عيناهُ وَ شردَ فِي الهاتفِ للحظةٍ طويلةٍ فهذهِ أولُّ مرَّةٍ يضمهُ أحدٌ لدردشةٍ أوْ يرسلُ رسالةً منذُ أكثرَ منْ سنتينِ، أيْ منذُ تفشتِ الشائعاتُ التِي أبعدتِ الجميعَ عنهُ.
لنْ ينكرَ سعادتهُ الشديدةَ بمَا رأى فأخيرًا هوَ يشعرُ أنَّهُ موجودٌ بينهُم وَ ربَّما بالغَ فِي السعادةِ حينَ أخذتهُ أفكارهُ إلى اليومِ الموالِي، حينَ يخطُو داخلَ قاعةِ المحاضراتِ وَ لنْ يتلَقَى النظراتَ الساخطةَ المنزعجةَ وَ لاَ الهمساتَ المربكةَ.

Seesaw: the last Step | الخطوَة الأخيرة Where stories live. Discover now