الفصلُ الثالث: ' روحٌ حزينةٌ.'
_
كيفَ يمكننِي أنْ أصفَ كمَّ الألمِ الذِي شعرَ بهِ جيمين يومهَا، خلْ ستسعفنِي الكلماتُ لنقلِ تلكَ المشاعرِ وَ الأفكارِ القبيحةِ التِي ساورتهُ؟بعدَ لكمةٍ واحدةٍ فقَط منْ هيُونغ جُوو، بعدَ أنْ سقطَ أرضًا، لمْ يقِف بلْ ظلَّ هناكَ يبحلقُ فِي السماءِ، بدَا كأنَّ الأملَ معلَّقٌ هناكَ.
شعرَ بجسدهِ يفرغُ منَ الطاقةِ وَ عقلهُ يظلمُ وَ يفرغُ منَ الأفكارِ، ذرَّةُ الصبرِ الأخيرةِ وَ قدرتهُ العظيمةُ علَى التحملِّ قدْ إنهارتِ وَ إنهارَ هوَ معهَا.
سمحَ لدموعهِ بالسيلانِ علَى وجنتيهِ، لتزيدهُ حرقةُ عينيهِ ألمًا علَى ألمِ الكدمةِ علَى خدِّهِ المدمِي.لَم يبالِي لأيٍّ كانَ منْ يراقبهُ، ضاحكًا كانَ أمْ شفوقًا فلَم يعُد يملكُ القدرةَ علَى الإهتمامِ حتَّى.
إستقامَ بعدَ فترةٍ، لمْ يعلَم إنْ كانتِ دقائقَ أمْ ساعاتٍ، بلْ فقَط وقفَ وَ جرَّ أذيالَ الخيبةِ إلَى خارجِ الجامعةِ، لكنَّه ليسَ بعائدٍ إلَى شقتهِ بلْ فقَط يحتاجُ مكانًا يرتاحُ فيهِ." جيمين!" أحدهُم يناديهِ مرَارًا غيرَ أنَّهُ لمْ يلتفِت فمنْ سيناديهِ بعدَ مَا حدثَ؟ توقفَ فِي مكانهِ وَ قدْ نفذَ صبرهُ، إستدارَ لذاكَ الملِّحِ فإذْ بهِ، أحدُ الأشباحِ الساكنةِ بالكليَّةِ.
" ماذَا تريدُ؟" سألَ جِيمين وَ يدهُ تغطِّي وجههُ، إنحنَى الشبحُ بزاويةٍ قائمةٍ وَ إعتذرَ بصدقٍ منَ البشريِّ.
" أنا أعتذر بالنيابةِ عنْ جميع إخوتِي لتسبيبنَا المشاكلَ لكَ، منَ النادرِ أنْ نتفاعلَ معَ البشرِ لأنهمْ لاَ يروننَا، لكنَّكَ كنتَ مميَّزًا وَ دافئًا...أردنَا اللعبَ معكَ فقط.
لنْ نزعجكَ مجدَّدًا" أجابَ الشبحُ وَ لازالَ منحنيًا، حينَ طالَ صمتُ جيمين دونَ إجابةٍ، رفعَ بصرهُ ليجدَ الآخرَ يبكِي." لاَ عليكُم، يمكننَا أنْ نلعبَ معًا مجدَّدًا، ليسَ خطأكُم فما دخلكُم بأنانيَّةِ البشرِ وَ قسوتهِم؟" ربَّتَ جيمين علَى كتفِ الأقصرِ ثمَّ أكملَ طريقهُ إلَى الحديقةِ العامَّةِ التِي تبعدُ شارعينِ عنِ الكليَّةِ.
لاَ بدَّ أنَّهُ يشعرُ بخيبةِ أملٍ كبيرةٍ، ففعليًّا هوَ لمْ يفعَل شيئًا مؤذيًا، ليسَ ذنبهُ أنَّهُ يستطيعُ رؤيةَ الأشباحِ.
ليسَ ذنبهُ أنَّهُ تعرَّضَ لحادثةٍ.
ليسَ ذنبهُ أنَّهُ ولدَ بينَ والديهِ.
وَ ليسَ ذنبهُ أنَّهُ يتعرَّضُ للكرهِ الشديدِ.
YOU ARE READING
Seesaw: the last Step | الخطوَة الأخيرة
Fanfictionلأنَّكَ تبتسمُ كثيرًا، لنْ يشعرَ بكَ أحدٌ. وَ لأنَّ الأمورَ المرهقةَ رافقتكَ طويلًا لاَ يعنِي أنَّهُ منَ الطبيعيِّ أنْ تقبلهَا بصدرٍ رحبٍ. الفولاذُ يتعرَّضُ للحرارةِ فينصهرُ وَ يتشكلُّ بهيئةٍ ثانيةٍ. " كلُّ ما عليكَ فعلهُ هوَ تخريبُ حياةِ شخصٍ واحدٍ...