12

360 32 30
                                    

الفصلُ الثانِي عشر:" لاَ أحد، لاَ شيءَ وَ لاَ حتَّى الألم يبقَى هنَا."
___
" جيمين! مهلًا، إسمعنِي!" أمسكَ يونغِي كمَّ جيمين أخيرًا وَ إستطعَ أنْ يوقفهُ عنِ المشيِ بعنفٍ فِي أرجاءِ المستشفَى وَ تجاهَ بوابةِ الخروجِ.
" ماذَا تريدُ هيونغ!! ألمْ تقرأ مَا كتب؟ الوقتُ ينفذُ منِّي وَ أمِّي فِي خطرٍ، علَيَّ الذهابُ!" قالَ جيمين بصوتٍ حادٍّ لكنْ منكسرٍ.

"  ستذهبُ، بلْ سنذهبُ معًا، لكنْ لمَ لاَ تخبرُ أحدًا، أعنِي تحسُّبًا! منْ أرسلَ هكذَا رسائلٍ بالطبعِ لاَ يريدُ لقائكَ للعبِ الأوراقِ أو الأكلِ معًا..همْ بالتأكيدِ يضمرونَ الشرَّ لكَ.." قالَ يونغِي بصوتٍ هادئٍ وَ حرصَ ألَّا يشيحَ ببصرهِ منْ علَى عينيِ الأصغرِ.

" هلْ أتصلُّ بالشرطة، ماذَا لوْ يكونُ مبالغًا بهِ؟"
إستفهمَ جيمين وَ قدْ بدأَ يهدأُ قليلًا.
" إتصل بنامجُون، هوَ يعرفُ والدتكَ كمَا أنَّهُ شخصٌ جيِّد، أبقهِ علَى إتصالٍ حتَّى عندَ وصولكَ." أجابَ يونغِي ليحصدَ نظرةً مستغربةً منَ البشريِّ وَ قاطعهمَا صوتُ رنينِ الهاتفِ.

أجابَ جيمين الخطَّ وَ عادَ دمهُ للغليانِ.
" أيُّها-"
" ليسَ منْ مصلحتكَ التأخرُّ أكثرَ جيميني~ كنتُ أفكرُّ لمَ لاَ أحوِّلُ والدتكَ لشبحٍ؟"
فصلَ الخطُّ قبلَ أنْ يتمكنَ جيمين منَ الإجابةِ.

أخذَ الممرِّضُ لقطةَ شاشةٍ للمحادثةِ ثمَّ أرسلهَا إلَى نامجون.
" أحتاجُ مساعدتكَ هيونغ.
رجاءًا إتصل بالشرطةِ وَ إنتظِر إشارتِي."

وضعَ جيمين هاتفه فِي جيبهِ ثمَّ قصدَ سيَّارتهُ وَ توجهَ إلَى المكانِ المحدَّدِ فِي الرسالةِ.
" أمِّي.." تمتمَ جيمين وَ يشعرُ بقلبهِ يمزِّقُ قيودهُ، إستعدادًا للخروجِ منْ صدرهِ من شدَّةِ هلعهِ، لمَ يحدثُ هذَا الآنَ؟ لمَ بعدَ أنْ تحسنَّتِ علاقتهمَا، لمَ بعدَ أنْ نفذَّ وعدهُ..

وصلَ بعدَ ربعِ ساعةٍ إلَى قاعةِ رقصٍ وسطَ المدينةِ، كانتِ مقفلةً وَ مهجورةً.
كانَ الطريقُ خاليًا لكنَّ بعضَ السيَّاراتِ تمرُّ منَ المكانِ منْ حينٍ إلَى آخرٍ.
دخلَ جيمين بحذرٍ إلَى الغرفةِ الأولَى ليجدهَا فارغةً، وَ كذلكَ كانتِ الثانيةُ وَ الغرفةُ الثالثةُ وَ قدْ بدأَ قلقهُ يتعاظمُ فَلربَّما هذَا النذلُ قدْ خدعهُ لإلهائهِ..

لمَّا كانَ جيمين علَى وشكِ مغادرةِ الغرفةِ الثالثةِ سمعَ صوتًا خلفهُ ليلتفتَ سريعًا فيجدَ فتاةً صغيرةً تحاولُ رميهُ بالسكاكينِ وَ كانتِ علَى وشكِ أنْ تصيبهُ لولَا أنْ أمسكهَا يونغِي..جميعهَا.
الشبحُ يستحقُ حقًّا لقبَ المنقذِ.

" أنتِ! عودِي إلَى هنَا!" ندهَ جيمين وَ حاولَ مسكها لمَّا توقفتِ عنْ مهاجمتهمَا، لكنَّها فِي المقابلِ ضحكتِ وَ أخذتِ تركضُ، مخترقةً الجدرانَ بلاَ أيِّ تعبٍ.
" مهلًا-" وقفَ الحليبيُّ أمامَ الحائطِ الذِي مرَّتِ خلالهُ الفتاةُ وَ لازالَ يحاولُ إستيعابَ حقيقةَ أنَّها شبحٌ، حينَ إنشقتِ الأرضُ تحتهُ وَ إبتلعتهُ.
" جيمين!" سمعَ المعنيُّ صراخَ يونغِي ثمَّ شعرَ بيديهِ تلتفُ حولَ خاصرتهِ كيْ يُخففَ منْ وقعِ السقطةِ.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 19, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Seesaw: the last Step | الخطوَة الأخيرة Where stories live. Discover now