الفصل الثاني

822 74 59
                                    

سفيان

لو قال لي احدهم قبل عشر سنوات انني سأدرّس في الثانوية لكنت لكمته حتى يرى نجوم الليل في وضح النهار، لكن، ها انا، جالس على المكتب انتظر قدوم المشاكس حيدر.

مرت ربع ساعة منذ ان رن الجرس، جعفر جالس في مكانه بهدوء، لكنه لا يعلم انني اعلم بأنه يرسل رسائل نصية لحيدر الذي لم يدخل بعد.

الجميع منشغلون باختيار بحوثهم والتخطيط لها، بينما انظر للساعة على معصمي، سمعت دقّا على الباب.

لم أقم من مكاني.

دقات اخرى.

كذلك لم أقم من مكاني وبدأ التلاميذ ينظرون لي باستفهام، نظرت لجعفر الذي كان ينظر للنافذة، سبحان الله، فجأة صارت السماء شيئًا مثيرًا للاهتمام بالنسبة له!

انفتح الباب قليلا ونظرت بحدة للشخص الذي كان يظهر نصف وجهه فقط بينما النصف الاخر كان خلف الباب، اقسم انني رأيت نظرة الجراء المترجية.

قمت بهدوء ومشيت نحو الباب الذي أغلق بسرعة وكدت اضحك، لكنني تمالكت نفسي وأظهرت ملامح حازمة وفتحت الباب.

حيدر كان يقف في الرواق متكئا على الجدار المقابل للباب.

-"ماذا تريد؟" قلت ببرود

-"الدخول" قال بهدوء وعيناه تتحاشى النظر لي

خرجت كليا من القسم واغلقت الباب خلفي بهدوء

-"لماذا لم تدخل مع صديقك؟" قلت ببرود ونظر لي أخيرًا

-"لأنك كنت ستطردني حتمًا!" قال وابتسمت ابتسامة جانبية

-"هل تعلم ان لديك غمازات جميلة؟" قال وهو ينظر لي بابتسامة بلهاء

-"انقلع للإدارة" قلت ورأيت كيف اختفت ابتسامته

-"احضر تبرير تأخر بختم الادارة وإلا لن أدعك تدخل" قلت ونظر لي برعب

-"أمي ستقتلني ان سمعت" قال وضحكت داخليا لكنني أبقيت ملامحي الصارمة

-"لا يهم" قلت ورأيت كيف نظر لي كالطفل الصغير واقترب مني

حيدر بالنسبة لزملائه في طول جيد، لكنه بالنسبة لي...لنقل انه بحجم لطيف

-"الست بمثابة اخيك الصغير؟" قال بتذمر وكدت اضحك

-"لا، لدي أخت وأخ اصغر مني، لا احب الإخوة الصغار، هم مزعجون جدا" قلت ورأيت كيف عبس بلطف

بِلَا نَسَبْ -العالم الموازيWhere stories live. Discover now