الفصل العاشر والأخير

669 72 88
                                    

هيثم

لا اصدق ان سفيان خطب سلمى أخيرًا!

على الاذان الاول للفجر استيقظت وحيدر مفجوعين، كان سفيان عند خزانة ملابسه التي أصبحت وكان إعصار مر عليها، كانت كل ملابسه تقريبا مرمية علينا كجبل يغطينا أنا وحيدر الذي تذمر ورمى كل الملابس على الارض واستدار ليكمل نومه، أنا لم استطع النوم، كان علي ان ارى ما سيفعله سفيان، هذه اول مرة في حياتي أراه هكذا.

اخرج سفيان علبة كبيرة من خزانته، كانت فخمة الشكل، وضعها برفق على الارض وفتح تغليفها، ولمحت بدلة ملابس خاصة، يبدو انها واحدة من تشكيلات شركته الخاصة، وحسب فخامة العلبة، يبدو انه تم صنع هذه الملابس خصيصا له ولا يوجد تصميم مشابه لها.

رأيت ابتسامة سفيان الراضية وهو يغلق العلبة ويحملها ويخرج.

أتى إلينا بعد ربع ساعة وكاد فكي يلمس الارض من الدهشة، كنت خارجا من الحمام بعدما توضأت، ودخل سفيان الغرفة بكل أناقته، كان يرتدي قميصا أنيقا جدا وقد شمَّر عن ساعديه بطريقك رجولية فخمة، كان لون القميص داكنا وكان يضع فوقه جيليه رجالي كلاسيكي بلون اسود ويرتدي سروالا كلاسيكيا اسود بتصميم جميل جدا، حذاءه كان فريدا من نوعه، كان يبدو من نوع إيطالي، وبما انني اعرف سفيان وطبيعة عمله، فهو لديه أصدقاء عمل من كل نواحي العالم يبعثون له هدايا من تصميماتهم الفريدة من نوعها والفخمة.

-"سأدعك تختار لي ملابسي من الان فصاعدا" قلت ورأيت ابتسامته الهادئة

-"وكأنني لا اختار لكم ملابسكم منذ زمن" قال وهو يعدل شعره امام المرآة في خزانته

صحيح، سفيان يختار ملابسي وحيدر، ومنذ بدأ العمل وأنشأ شركته الخاصة اصبح يحضر لنا الكثير من التصاميم الأنيقة واللطيفة والتي لانجدها في السوق، حتى جعفر وبلقاسم كانا يحضيان بملابس في المناسبات من طرف سفيان، زياد؟ دعني لا ابدأ بالحديث...سفيان يجبره على ارتداء تصاميمه الخاصة والتي يصنعها خصيصا على ذوق زياد في الملابس لتتماشى مع كل كاب يلبسه لان زياد مهووس بقبعات الكاب.

حسنا، لنعد لموضوعنا، أجبرنا سفيان على ارتداء ملابس أنيقة وذهبنا معه للمسجد وكاننا ذاهبون لحفل رسمي، تفاجأ المصلون عند رؤيتنا، حتى والدي الذي لم يكن يعلم بأننا لم نبت في المنزل، لو أخبرناه بان سلمى اختطفتنا وتركتنا عند سفيان لربما لن يصدق الامر أو يحدث له ما يسمى بالصدمة.

صلينا وتوجه بعدها سفيان مع زياد لوالد سلمى الذي كان مع والدنا وتحدثا معه ثم رأيت ابتسامة والد سلمى الواسعة وهو يعانق سفيان وكأنه حظي فجأة بإبن، رأينا سفيان يمد والد سلمى علبة صغيرة وعرفنا محتواها.

بِلَا نَسَبْ -العالم الموازيWhere stories live. Discover now