الفصل التاسع

482 63 41
                                    

حيدر

قضينا افضل أسبوع في الحياة، استمتعنا كما لم نفعل من قبل، اصطدنا السمك، اصطدنا العصافير في الغابة، صعدنا الجبل مشيا على الأقدام، حفلات الشواء، الألعاب الجماعية، القصص المرعبة والمضحكة في السهرات حول النار بعد تناول العشاء، الصداقات التي كوناها والذكريات التي صنعناها والتي وثّقتها صوفيّا بكامرتها، كان كل شئ كالحلم.

عدنا لبيوتنا، وعدنا للدراسة مع بداية الفصل الثالث والأخير بالنسبة لنا كتلاميذ السنة النهائية، الفصل الثالث هو التحضير للمعركة المصيرية: امتحان البكالوريا.

كنا ندرس بجد وشراسة، كان الجميع يبذلون جهودهم سواء نحن التلاميذ او الأساتذة، وكان سفيان وخليل يحاولان التخفيف علينا قليلا، لكن الضغط الذي كان على نفسيتنا لم نتمكن من التحكم به.

قبل امتحان البكالوريا التجريبي في شهر ماي، مرض هيثم، حسبته سيموت وكدت انهار معه، لم نجتز الامتحان التجريبي.

ولحق عيد ميلادنا الذي نسيناه كليا وفاجأنا الجميع بزيارة خاصة بإذن من والدينا، أتى سفيان وزياد وخليل، أحمد وجعفر وبلقاسم، حتى سلمى وصوفيّا، أقاموا لنا حفلا صغيرًا لتشجيعنا، وتحسن حال هيثم كثيرًا وتحسنت لتحسنه.

عدنا للتجهز ولحق امتحان البكالوريا الخاص بالرياضة البدنية وتفاجأنا بالنقاط العالية التي أحرزناها جميعًا وكان هذا كحافز لنا لنستعد للامتحانات في شهر جوان.

في العشر ايّام الاخيرة، احتجزنا سفيان في بيته بعد طلب الإذن من كل والدينا، حتى جعفر وبلقاسم حضروا، كان بعض الأساتذة لتخصص هيثم وبلقاسم يحضرون يوميا ايضا للمساعدة، سلمى وصوفيّا كذلك، وعملنا بجد وجهد اكبر، كان زياد يطبخ لنا ما لذ وطاب.

في الْيَوْم الاخير قبل الامتحان، امرنا سفيان بان نستريح، استحممنا وغيرنا ملابسنا وأخذونا في نزهة بسياراتهم واشتروا لنا المثلجات وذهبنا لمشاهدة غروب الشمس

-"عند ظهور النتائج، سنقيم حفلة، وسنذهب للبحر ونسبح حتى تتغير ألواننا من الشمس" قال سفيان وصفقنا بحماس.

مضى أسبوع الامتحانات مليئا بالتوتر، انتهينا من الامتحانات انا وجعفر وأحمد قبل تخصص هيثم وبلقاسم بيوم لأن لديهم مواد اكثر منا.

بعد انتهاء الامتحانات، كنا نعيش حالة اكتئاب، كنا نتظاهر بأننا بخير وأننا متفائلون، لكن الحقيقة اننا كنا على حافة الانهيار

غادر جعفر مع زياد ليبقى مع عائلته، وعاد زياد بعدها ولم يعد جعفر، هيثم كان يخرج ليلتقي مع بلقاسم ويتسكعان معا في المدينة، أحمد أخذه والده وعاد للجنوب، خليل عاد لعمله كمحامي لكنه كان يعود نهاية كل أسبوع ليمضيها في بيت سفيان الذي كان يحاول ان يخرجني من عزلتي التي فرضتها على نفسي.

بِلَا نَسَبْ -العالم الموازيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن