الفصل السابع -الجزء الثاني

539 57 31
                                    

حيدر

-"اتيت في وقتك!" قلت بابتسامة واسعة

نظر لي زياد بتفاجؤ ثم أشار برأسه لي لأركب وركضت لجهة باب المقعد جنب السائق وركبت، انطلق زياد بهدوء وكان صوت الراديو الذي كان منخفضا هو كل ما يسمع في السيارة

-"لماذا لم تأتوا؟" قلت فجأة واستدار لي زياد ثم أعاد انتباهه للطريق

-"هل جعفر مريض حقا؟" قلت وتجاهلني زياد حتى توقف فجأة ونظرت من النافذة لألمح باب بيت سفيان

-"انزل" قال زياد وهو يخرج وانتبهت اخير لكيس الأدوية الذي حمله

خرجت وأسرعت نحو الباب الذي فتحه زياد ودخلنا، لمحت شجرة الليمون التي لاتزال مثمرة وابتسمت عندما تذكرت ماقاله سفيان عندما أثمرت الشجرة في الشهر الماضي

'يمكنك الان فتح مزرعتك الغبية'

انتبهت لزياد الذي دخل البيت وركضت خلفه، توجه نحو غرفته وتبعته، توقف عند الباب وتنهد ثم فتحه ودخل، دخلت خلفه بهدوء وتفاجأت من منظر جعفر على سرير زياد وهو منكمش على نفسه ويبدو مرهقًا جدا

-"جعفر!" قلت بقلق وانا اقترب من السرير

-"لديه حمى مرتفعة" قال زياد الذي كان ينزع جاكيته والكاب وعلقهما ثم استدار لي بالكيس الذي فيه الدواء واخرج علبة حبوب

-"دعه يتناول حبتين من هذا، سأحضر الماء البارد للكمادات" قال وهو يمدني الدواء ثم خرج من الغرفة

لمحت كأس الماء على الطاولة الصغيرة جنب السرير وتوجهت له، نزعت جاكيتي وحذائي وأخذت الكأس وجلست على السرير بهدوء

-"جعفر...جعفر" هززته بهدوء لكنه لم يتحرك، هززته اكثر وأخيرًا انفتحت عيناه قليلا وكان يبدو تائهًا جدا حتى لمحني وابتسم بتعب

-"حيدر!" قال بسعادة وحاول الجلوس لكنه لم يستطع، عدلت الوسادة وجعلته يجلس ويتكئ عليها لتوازنه ومددت له الدواء والماء وشرب اخيرا بمساعدتي لأنه كان يرتجف من الحمى.

-"كيف مرضت هكذا؟" قلت بقلق ورأيت ابتسامته

-"أظن انني تحمست كثيرًا للرحلة ومرضت هكذا" قال وضحكت عليه

نظر لي لمدة ثم تنهد

-"انت تضحك علي؟ إذًا ماذا ستفعل لو علمت ان سفيان منذ ان علم ان سلمى ستأتي لم يستطع النوم ومرض الْيَوْم أيضًا؟" قال وتصنّمت

بِلَا نَسَبْ -العالم الموازيWhere stories live. Discover now