_ الفصل الخامس والعشرون _

5.9K 160 3
                                    

(( ضروب العشق ))

_ الفصل الخامس والعشرون _

وفي ظرف لحظة واحدة تحول علاء من الهدوء إلى الجنون ، حيث اظلمت عيناه واصبح لونهم مريب ، لتسمعه امه يهتف بعدم استيعاب امتزج بشيء من السخرية :

_ مش موجودة !!! ، امال راحت فين ؟!

_ معرفش انا دخلت عليها الاوضة ملقتهاش وفضلت ادور عليها في البيت وبرضوا مش قاعدة

استنشق الهواء محاولًا السيطرة على جموحه ثم دخل واخرج هاتفه يجري اتصال بها ولكن دون إجابة ، وهنا فقد ذمام انفعاله حيث صاح بعصبية :

_ أنا نبهت عليها إن خروج مفيش بس شكلها مصممة تطلع اسوء ما فيا ، ماشي ياميار أما وريتك عقاب كسر كلامي مبقاش أنا علاء

اقتربت منه أمه ترتب على كتفه بلطف لتهدأ قليلًا من سخطه وتهمس بنبرة قلقة :

_ اهدى ياحبيبي وخلينا نشوف راحت فين لما ترجع ، متستهلش تعصب نفسك عشانها

مسح على وجهه وهو يترنح من شدة الانفعال ويتوعد لها بعقاب لم تشهده طوال حياتها !! .....

***

كان زين يجلس في شرفة الغرفة وبيده كوب الشاي الصباحي الخاص به ، يتطلع إلى منظر البحر أمامه والنسمات الباردة تلفحه مع اشعة الشمس الدافئة تمنحه المزيد من الدفء والاستمتاع ، ولكنه شعر بها تستند بيدها على كتفه وتنحني إلى أذنه هامسة بعبث :

_ زين هو أنا جيت معاك هنا ليه ؟!

التفت برأسه لها وطالعها بشيء من الدهشة قائلًا بعدم فهم :

_ مش فاهم قصدك إيه ؟

قبضت على يده وانهضته ثم جذبته للداخل واغلقت باب الشرفة قائلة بعبوس وخنق :

_ أنا جهزتلك هدومك وأنا هدخل الحمام البس عشان نخرج وتفسحني ، أنا زهقت وعايزة اخرج

_ دي اوامر يعني ؟!!

اماءت له برأسها في احتجاج فهتف هو باسمًا بلؤم :

_ طيب ولو قولت لا !

تنفست الصعداء بنفاذ صبر ، ولكنها تصرفت بذكاء انوثي حيث لمعت عيناها بوميض ماكر واقتربت منه تلف ذراعيها حول رقبته ، وجاهدت بصعوبة حتى تقوم بحركتها القادمة دون أن يهمين عليها خجلها حيث اقتربت بوجهها منه وطبعت قبلة رقيقة وسريعة على وجنته هامسة بدلال :

_ هقولك عشان خاطر ملاذك !!

تجمدت ملامح وجهه وجعل يحدجها بسكون تام تبدو عليه معالم الدهشة من ردها غير المتوقع ، دلالها وقبلتها ونبرتها بعثروه لأشلاء ولوهلة احس بنفسه سيكرر ما فعله بالأمس بل وأكثر ، ازدرد ريقه وحاول الفرار بسرعة من افكاره ومن اقترابها الحميمي فابعدها عنه برفق مغمغمًا بحزم مزيف يضمر خلفه تبعثره :

ضروب العشق .. للكاتبة ندى محمود توفيقWhere stories live. Discover now