_ الخاتمة _

10.2K 326 18
                                    

(( ضروب العشق ))

_ الخاتمة _

ضيق عيناه ببعض الدهشة والألم ثم أجابها بلهجة تحمل التعجب :

_ وهو دلوقتي مش هتقفي جنبي يعني مع إني في أشد وقت أنا محتاجك فيه جنبي وتقوليلي أنا معاك ولا إيه ؟!

بقت تحملق به للحظات وجيزة ، ترغب بالرد عليه ولكن نفسها الساخطة تمنعها ، لا تزال منزعجة وتحتاج لبعض الوقت لتترك عقلها وقلبها يتخذوا القرار الصحيح دون تسرع .

سحبت ذراعها من بين قبضته وغادرت الغرفة لتتركه يقف ووجهه يعطي علامات استفهام وتعجب ، لا يدري أهذا يعتبر ردًا على سؤاله بالإيجاب ؟ .. أم أن هذا لا يعني شيء سوى أنها رفضت الإجابة ؟! .

***

في مساء ذلك اليوم ...

انتهت من تحضير كأس الشاي له وسارت به باتجاه الصالون حيث يجلس أمام التلفاز يشاهد أحد برامج كرة القدم ، وقفت أمامه ومدت يدها له بالكأس فتناوله منها وهمس بابتسامة صافية :

_ شكرًا

ثم عاد بنظره للتلفاز مرة أخرى ، لتتنهد هي بعمق وعبوس وتجلس بجواره على الأريكة متمتمة بصوت رقيق :

_ حسن

أجاب عليها باختصار دون أن يبعد نظره عن شاشة التلفاز :

_ نعم

يسر بصوت مختنق :

_ هو إنت اتكلمت مع علاء وبابا تاني ؟!

استعجب سؤالها والأكثر من السؤال هو نبرتها ، فالتقط جهاز التحكم واخفض الصوت تمامًا ثم وضع الكأس على سطح الطاولة الصغيرة والقصيرة أمامه ، ليتلفت لها برأسه ويقول بحيرة :

_ لا يايسر .. اتكلمت مع عمي يوم لما حكيتلك وبعدها كلمت علاء وإنتي عارفة اللي حصل ، وهحاول تاني اصلح اللي حصل .. بس اصلًا كان متوقع إنهم ميسامحونيش من أول مرة وهما عندهم حق من الأرض للسما لو رفضوا اعتذاري وصدقوا ندمي ، لأن أنا لو مكانهم كنت هعمل كدا

اقتربت منه في جلستها ورفعت كفها لوجنته تملس بإبهامها في رقة على جانب ثغره هامسة في أعين حزينة وراجية :

_ خليني أنا اكلمهم ياحبيبي وافهمهم يمكن الوضع يتحسن بينكم ، مش حابة اشوفكم كدا وبسببي أنا

أبعد يدها عن وجهه في غضب وهتف بصوت أجشَّ وصارم :

_ لا يايسر ملكيش دعوة ومتتدخليش في حاجة ، ثم أني قولتلك قبل كدا إنتي ملكيش ذنب أنا اللي غلطان من البداية

يسر بانفعال بسيط وعينان تهيمان بالدموع :

_ إنت غلطان فعلًا .. بس أنا السبب في كل ده من البداية ، أنا اللي كنت بحبك وكنت عايز اوصلك بأي طريقة ومفكرتش في النتائج هتكون إزاي واتصرفت بغباء ، لو مكنتش هددتك بصورك وتسجيلاتك مكنتش هتعمل كل ده ومكنتش هتتجوزني ، ودلوقتي أنت بتتحمل غلطك وغلطي

ضروب العشق .. للكاتبة ندى محمود توفيقWhere stories live. Discover now