_ الفصل السابع والثلاثون _

5.8K 128 3
                                    

(( ضروب العشق ))

_ الفصل السابع والثلاثون _

حسن بانفعال وغضب :

_ يسر أنا بسألك إيه ده ؟! .. ردي عليا

ابتسمت بمرارة وتمتمت بأسى :

_ فارق معاك ومهتم أوي إنك تعرف يعني !

القى بالبنطال على الفراش في عدم اهتمام وتحرك ناحيتها وهو يهمس بأعين منذهلة :

_ إنتي لسا حامل ؟!!!

اخذت نفسًا عميقًا وأماءت له برأسها فغضن حاجبيه بصدمة وهتف في خفوت وخزي واضح في عيناه :

_ ليه عملتي فيا كدا .. عملتي فينا كدا ليه ؟!!

صاحت بأعين تلمع بالعبارات المتجمعة فيهم :

_ مش دي كانت رغبتك وإنت مكنتش عايزاه

صرخ هو الآخر ولكن بصوت ينفض البدن وانفعال مرعب :

_ كنت ، وتراجعت وحاولت اوصلك عشان امنعك ومتنزلهوش ، اللي عملته كان في لحظة تهور مني وبعدين ادركت إن ده مهما كان هيفضل ابني ومقدرتش افرط فيه أو فيكي .. إنتي متعرفيش حاجة عن اللي كنت عايشه بسبب عذاب ضميري وندمي وأنا كنت فاكر إني خسرت ابني وخسرتك ، ازاي تخبي حاجة زي كدا عننا وعني بذات .. ده مش ابنك وحدك ده ابني كمان وأنا ابوه وليا حق أعرف ، كنتي هتفضلي مخبية لغاية إمتى مثلًا !!!

انسابت دموعها بغزارة على وجنتيها وابتسمت بمرارة ونظرات منكسرة مع همس مبحوح :

_ اممممم ابوه !! .. ابوه اللي في أول ليلة لينا حملني أنا الذنب وقالي إني استغليت الفرصة وكنت السبب في اللي حصل .. ابوه اللي أول ما عرف إني حامل اتجنن واهاني وذلني .. ابوه اللي مد ايده عليا عشان يخليني اروح انزله وقالي لو منزلتهوش أنا اللي هسقطك .. وفي الآخر ابوه جاي بيقولي أنا ليا حق اعرف بوجوده وإني تراجعت وندمت وعايز ابني

كانت كلماتها في الهدف تمامًا ، حيث اسكتته وابلعته لسانه فلم يجرؤ على التكلم بعد الحقيقة المؤلمة التي واجهته بها ، وهي أنه فعل معها مايستحق لكي تخفي عنه وجود طفله ، تقهقر للخلف وهو يثبت نظره عليها يطالعها بيأس وأسف ، توقف عند الباب والقى عليها نظرة أخيرة قبل أن يستدير بجسده وينصرف عن المنزل بأكمله وليس الغرفة فقط ! .. جلست على الفراش ودفنت وجهها بين ثنايا كفيها مجهشة في بكاء قوي !! ....

***

تململك في الفراش وهي مغمغضة عيناها ويغلب عليها النعاس ولكنها احست بيد على جسدها ففتحت عيناها فورًا واعتدلت في نومتها لتراه نائم بجوارها وذراعه يلتف حول خصرها ، ابتسمت وهي تتنهد الصعداء متذكرة ليلة أمس ! .....

خرجت من الحمام بعد أن بدلت ملابسها فوجدته متمدد على الفراش ويرفع الغطاء على نصف جسده ، فاقتربت ووقفت امامه متمتمة :

ضروب العشق .. للكاتبة ندى محمود توفيقWhere stories live. Discover now