_ الفصل التاسع والثلاثون _

6.1K 143 0
                                    

(( ضروب العشق ))

_ الفصل التاسع والثلاثون _

فتحت عيناها ببطء شديد لا تتذكر شيء ولا تدري مالذي يحدث فقط رأت ضوء الشمس المتسلل من النافذة إلى الغرفة فهمست بخفوت :

_ كرم .. كرم فين ؟

ابتسمت رفيف بفرحة وقالت في تلهف :

_ شفق إنتي كويسة ؟

نظرت لها عندما انتبهت لصوتها وتمتمت بصوت ضعيف ومتألم وهي تضع يدها على رأسها :

_ هو إيه اللي حصل يارفيف ، أنا راسي وجعاني أوي

استقامت الأخرى واقفة وهتفت باهتمام :

_ أنا هروح اندهلك الدكتور وأجي

وبظرف لحظة هرولت رفيف للخارج حتى تنادي الطبيب ليطمئن على وضعها الصحى ، بقيت شفق تحدق في الغرفة من حولها كتائه تحاول تذكر ماحدث بالأمس وأول شيء تذكرته هو مشهد زوجها وهو ملقي على الأرض والدماء تسيل من جسده ومن ثم توالت على ذهنها بقية أحداث الأمس لتتذكر كل شيء بالتدريج ، لم تهتم لأي شيء عن ماذا حدث أو كيف أتت لهنا وماذا حدث لابن عمها ! .. فقط انشغل ذهنها وازداد رعبها قلقًا وخوفًا على زوجها ، فتحاملت على نفسها واعتدلت في نومتها لكي تنهض وتذهب لتطمئن عليه ، كانت بيد تستند على الفراش لتقوم وباليد الأخرى تمسك بها رأسها التي زاد ألمها عندما حاولت النهوض وبينما كانت على وشك أن تغادر الفراش دخل الطبيب بصحبة رفيف .

اسرع الطبيب نحوها وهو يقول بحزم بسيط :

_ بتعملي إيه يامدام شفق مينفعش تقومي من السرير دلوقتي خالص ، لازم ترتاحي شوية عشان الجرح اللي في راسك

هرولت رفيف إليها فنظرت شفق إليها وقالت بأعين دامعة وبنبرة صوت مرتعدة :

_ أنا عايزة اروح اشوف كرم وحشني أوي وعايزة أطمن عليه يارفيف

ملست رفيف على ذراعها بحنو مغمغمة بابتسامة صافية :

_ اطمني الحمدلله كرم بخير وزي الفل ارتاحي إنتي زي مابيقولك الدكتور بس

قالت باصرار وعناد :

_ لا أنا لازم اروح اطمن عليه بنفسي

اقترب الطبيب منها متمتمًا بوجه بشوش محاولًا تهدئتها :

_ طيب ممكن اطمن أنا عليكي الأول وعلى وضعك وبعد كدا اعملي اللي تحبيه

نقلت نظرها بينهم بتفكير ثم استسلمت للطبيب الذي بدأ يفحصها ويطمئن عليها ، ثم هتف بعذوبة :

_ الحمدلله إنتي زي الفل بس محتاجة ترتاحي على السرير على الأقل ليوم عشان ألم الرأس ميتضاعفش عليكي

_ شكرًا جدًا يادكتور

قالتها رفيف ممتمنة بابتسامتها اللطيفة ليجيب عليها هو :

ضروب العشق .. للكاتبة ندى محمود توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن